في مشهد مؤثر هز قلوب الملايين، شهدت مصر قرعة تاريخية حسمت مصير 36 ألف حلم في لحظات معدودة، حيث تنافس المواطنون على 12 ألف مقعد مقدس فقط لأداء فريضة الحج. النتيجة الصادمة: 66% من الأحلام تحطمت أمام بوابات الرحمن، بينما انتظر 24 ألف مواطن بقلوب منكسرة أملاً في العام القادم. الخبراء يحذرون: المختارون لديهم 4 أيام فقط لتحويل الحلم إلى حقيقة، وإلا ضاعت فرصة العمر إلى الأبد.
في مشهد يحبس الأنفاس، أشرفت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي على القرعة الإلكترونية التي غيرت حياة آلاف الأسر المصرية. أحمد سالم، موظف حكومي من القاهرة، يروي لحظة ظهور اسمه: "كانت كالصاعقة المباركة، انتظرت 8 سنوات وأخيراً كتب الله لي هذا الشرف." الأرقام تحكي قصة مؤثرة: 2,843 جمعية أهلية قدمت أحلام أعضائها، بينما شكلت النساء 58% من المتقدمين، في إشارة واضحة لتعطش الأمهات والزوجات لأداء هذه الفريضة المقدسة.
خلف هذه الأرقام المؤثرة، تكمن قصة نضال طويل بدأ عام 2007 عندما أسس الدكتور علي المصيلحي الراحل المؤسسة القومية لتيسير الحج. اليوم، وللمرة الأولى منذ تأسيسها، تشرق هذه المؤسسة بدون مؤسسها الراحل، في مشهد مشحون بالذكريات والعرفان. النظام الإلكتروني الجديد يمثل ثورة حقيقية في عالم الشفافية، حيث تتم العملية دون تدخل عنصر بشري نهائياً، مما يضمن العدالة المطلقة لجميع المتقدمين. المقارنة صارخة: ما كان يستغرق أسابيع بالطرق التقليدية، يحدث الآن في دقائق بضغطة زر.
لكن وراء البهجة والأحلام المحققة، تختبئ حقيقة قاسية تواجه الأسر المصرية. أم محمد، عضوة بجمعية خيرية عمرها 55 عاماً، تنهار بالبكاء بعد فشلها للمرة الثالثة: "ادخرت من قوت أطفالي لسنوات، وفي كل مرة يفوتني القطار." التكلفة المرتفعة التي تتراوح بين 228 إلى 415 ألف جنيه تضع ضغوطاً هائلة على الميزانيات الأسرية، خاصة مع استبعاد تكلفة الطيران من هذه الأرقام. المختارون الآن في سباق مع الزمن: إما السداد خلال 4 أيام أو تسليم الحلم لشخص آخر، في قرار مصيري قد يغير مجرى حياتهم الروحانية للأبد.
مع انطلاق عقارب الساعة نحو الموعد النهائي، تقف مصر أمام تحدٍ حقيقي: كيف يمكن تلبية طموحات الملايين الراغبين في أداء الحج مع الحصص المحدودة؟ النجاح في هذه التجربة قد يضع مصر كنموذج يُحتذى به في العدالة والشفافية، بينما أي خلل قد يحطم أحلام الآلاف. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستصمد الأحلام أمام واقع الأرقام الصعبة، أم أن الحلم المقدس سيبقى حكراً على القلة القادرة؟