في مشهد يحبس الأنفاس، تحطمت أحلام 801 مواطن من أسيوط أمام فرحة 315 محظوظاً فازوا برحلة العمر إلى بيت الله الحرام. بنسبة نجاح لا تتجاوز 28% فقط، كشفت القرعة الإلكترونية عن واقع مؤلم: من كل 100 حالم بالحج، 72 منهم سيظل ينتظر دوره في قائمة الأماني المؤجلة.
"رأيت دموع الفرح والحزن في نفس اليوم، مشهد لا يُنسى" هكذا وصف أحد موظفي مديرية التضامن الاجتماعي بأسيوط لحظة إعلان النتائج. فبينما كان الحاج أحمد سالم، العامل البسيط ذو الـ58 عاماً، يكبر فرحاً قائلاً: "الله اختارني من بين المئات رغم أنها المرة الأولى التي أقدم فيها"، كانت أم محمد ذات الـ65 عاماً تذرف الدموع للمرة الخامسة بعد فشلها في القرعة مجدداً.
هذه المنافسة الشرسة ليست وليدة اليوم، بل تعكس واقعاً مريراً يعيشه أكثر من 36 ألف مواطن تقدموا للحج عبر الجمعيات الأهلية على مستوى الجمهورية هذا الموسم. كما أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، فإن محدودية الأعداد المسموح بها من المملكة السعودية تجعل الحصول على مقعد للحج كاليانصيب الديني - فرصة واحدة من أربع للفوز بالجائزة الكبرى.
الآن، يواجه الفائزون الـ315 تحدياً جديداً: سرعة السداد والكشف الطبي قبل انتهاء المهلة المحددة. ففي حين تستعد بيوتهم لاستقبال رائحة البخور احتفالاً بتحقق الحلم، تتغير أولويات إنفاق أسرهم بالكامل استعداداً للرحلة المقدسة. أما الـ801 الذين لم يحالفهم الحظ، فعليهم الاستعداد لجولة جديدة من الانتظار والأمل العام القادم.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون من المحظوظين العام القادم، أم ستبقى في انتظار دورك في قائمة الأحلام المؤجلة؟ الوقت وحده سيكشف الإجابة، لكن المؤكد أن المنافسة ستزداد شراسة مع تزايد أعداد الراغبين في أداء فريضة الحج عاماً بعد عام.