في لحظة تاريخية هزت قلوب المصريين، كشفت القرعة الإلكترونية عن أسماء 12 ألف محظوظ فقط من أصل 36 ألف متقدم لحج الجمعيات الأهلية، مما يعني أن 24 ألف حلم تحطم في ثوان بينما تحقق حلم العمر لآخرين. الآن، وخلال دقائق قليلة فقط، يمكنك اكتشاف ما إذا كان اسمك بين المحظوظين الذين سينالون شرف أداء فريضة الحج هذا العام.
حاج عبد الرحمن البالغ من العمر 62 عاماً لا يزال لا يصدق ما حدث: "انتظرت 10 سنوات كاملة، وحين ظهر اسمي على الشاشة، شعرت وكأن الدنيا توقفت". وفي المقابل، تروي أم محمد ذات الـ55 عاماً من قريتها النائية قصة مختلفة: "هذه المرة الخامسة على التوالي، لكنني لن أفقد الأمل أبداً". هذا المشهد يتكرر في آلاف البيوت المصرية، حيث تختلط دموع الفرح بدموع الحسرة في نفس اللحظة.
شهدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي بنفسها إجراء هذه القرعة المصيرية، التي تعتبر الأكبر من نوعها منذ سنوات، حيث تقدم عدد قياسي وصل إلى 36 ألف مواطن. هذا الرقم الضخم يعكس حجم الشوق الروحاني لدى المصريين، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن الضغط الهائل على المقاعد المحدودة. يؤكد الدكتور أحمد التوني خبير شؤون الحج: "نسبة الفوز 33% تخلق ضغطاً نفسياً هائلاً، لكن النظام الإلكتروني يضمن العدالة المطلقة".
بينما يستعد الفائزون الـ12 ألف للرحلة الروحانية الأعظم في حياتهم، يواجه الآلاف الآخرون تحدي إعادة ترتيب أحلامهم وخططهم المالية. محمود سالم، موظف في إحدى الجمعيات، وصف المشهد قائلاً: "رأيت الفرح والحزن يتصارعان على وجوه الناس في نفس اللحظة". والآن، مع تزايد الضغط على البوابة الإلكترونية للاستعلام، تعيش البيوت المصرية لحظات مصيرية قد تغير مجرى حياة أصحابها للأبد.
خطوات الاستعلام عن الفائزين متاحة الآن عبر البوابة المصرية الموحدة للحج، حيث يكفي إدخال الرقم القومي ورقم المصنع من البطاقة الشخصية لاكتشاف المصير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون من المحظوظين الذين سيشهدون بيت الله الحرام هذا العام؟ أم ستنضم إلى قائمة المنتظرين الذين يحلمون بالعام القادم؟ الإجابة على بُعد نقرات قليلة فقط.