14,217 كيلومتر - رقم يهزم نهر النيل التاريخي بأكثر من الضعف في قلب الصحراء الأكثر جفافاً، تتدفق مياه تتحدى قوانين الجاذبية صاعدة 3000 متر، وبينما يعاني العالم من أزمة مياه متصاعدة، تكتب السعودية تاريخاً جديداً.
شهدت المملكة العربية السعودية تحوّلاً غير مسبوق في إدارتها للمياه بإنجاز شبكة نقل مائي بطول 14,217 كم، تربط محطات التحلية بكل شبر من أراضيها. هذه الشبكة التي تنتج مليون متر مكعب من المياه يومياً و2400 ميغاواط من الدعم الكهربائي، تُعد إنجازاً هائلاً في تاريخ الهندسة المائية. "هذه الشبكة تعيد تعريف مفهوم الهندسة المائية عالمياً"، كما وصفها تقرير من العين الإخبارية. سالم المطيري، فني الصيانة الذي يعمل في نظام الضخ عند ارتفاع 3000 متر، يصف اللحظة عند بدء الضخ: "اصوات هدير المياه تجعلك تدرك عظمة المشروع".
لقد تعودت الصحراء السعودية على ندرة المياه الطبيعية، مما حدا بالمملكة لاستبدال هذه الندرة بابتكار هندسي مذهل. مرتبطاً بأحداث تاريخية مثل قناة السويس، تقود المملكة الآن مبادرة عالمية لتجاوز المصاعب البيئية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والتخطيط الدقيق. ويتوقع الخبراء أن يكون النظام نموذجاً يُحتذى به عالمياً للدول ذات المناخ المماثل.
في الأيام المقبلة، سيتحسن توفير المياه النظيفة للجميع، مما سيسمح بفرص جديدة للتطور الزراعي والعمراني. هذه الشبكة قد تكون الخطوة الأولى نحو قيادة سعودية في تقنيات المياه العالمية، مع فرص اقتصادية هائلة. ومع ذلك، توصي التقارير بضرورة الصيانة المستمرة لضمان استمرار هذا النجاح الباهر. فاطمة الشهري، إحدى سكان الرياض، تقول: "الآن أستطيع أن أطمئن أن أطفالي لن يعانوا من عدم توفر المياه".
السعودية تبني أطول شبكة مياه في العالم متفوقة على الأنهار الطبيعية. بمثل هذه المشاريع الطموحة، قد تفتح المملكة الباب لدول العالم لدراسة هذا النموذج ومحاولة تطبيقه في مناطق الصحراوية أخرى. والسؤال الذي يطرح نفسه: "إذا كان بإمكان الصحراء أن تصبح مصدراً للمياه، فما المستحيل بعد اليوم؟"
