في تطور يهز ملايين المقيمين في السعودية، كشفت المملكة عن نظام رسوم جديد لتأشيرات الزيارة العائلية يبدأ من 300 ريال لمدة 90 يوماً ويصل إلى 8,000 ريال للسنتين - زيادة صاعقة تبلغ 2,567% بين أقل وأعلى رسم! آلاف الأسر المتباعدة تقف الآن أمام حسابات صعبة: هل تستحق لحظة اللقاء هذا الثمن؟
أحمد المصري، مهندس يعمل في الرياض منذ 8 سنوات، يحدّق في شاشة هاتفه بصدمة: "كنت أنتظر أن تصبح الأمور أسهل، لكن 5,000 ريال لاستقدام زوجتي وأطفالي لسنة؟ هذا نصف راتبي الشهري!" النظام الجديد الذي يعد بـمعالجة خلال 7 أيام فقط بدلاً من شهور يحمل في طياته ثورة رقمية حقيقية، لكنه يضع المقيمين أمام معادلة صعبة بين سرعة الإجراءات وثقل الرسوم. فاطمة الأردنية، موظفة في جدة، تروي تجربتها: "دفعت 3,000 ريال لاستقدام والدتي لمدة 6 أشهر - مبلغ كان يكفي لإجازة عائلية كاملة!"
خلف هذا القرار الجريء تقف رؤية السعودية 2030 التي تضع "الإنسان أولاً"، لكنها تواجه انتقادات متزايدة حول تكلفة هذا التطوير على جيوب المقيمين. د. سالم الخبير الاقتصادي يحذر: "النظام مثل الطائرة السريعة - توصلك بسرعة لكن تذكرتها باهظة." المملكة تراهن على أن السرعة والسهولة الرقمية ستبرر التكلفة المضاعفة، مقارنة بالنظام التقليدي الذي كان يستغرق شهوراً من المراجعات والانتظار. لكن هل ستنجح هذه المقامرة؟
الواقع الجديد يرسم خريطة طبقية واضحة: أصحاب الرواتب العالية يرحبون بالنظام الجديد، بينما محدودو الدخل يحسبون ألف حساب قبل كل قرار. محمد السوري، عامل في مصنع بالدمام، يئن: "8,000 ريال للسنتين؟ هذا أكثر من راتبي لثلاثة أشهر!" النتيجة المتوقعة: نمو كبير في قطاع الضيافة والسياحة الداخلية بفضل الزائرين طويلي الأمد، لكن خسارة شريحة واسعة من المقيمين الذين سيضطرون لتأجيل أحلام اللقاء. الخبراء يتوقعون زيادة 300% في طلبات التأشيرات قصيرة المدى، بينما تراجع الطلب على الفترات الطويلة.
السؤال الذي يؤرق ملايين المقيمين الآن: هل ستصبح رؤية الأحبة ترفاً لا يحق إلا للطبقة العليا؟ المملكة تواجه امتحاناً صعباً بين طموحاتها التنموية وواقع جيوب مواطنيها المقيمين. الأشهر القادمة ستكشف إن كانت هذه الرسوم الجديدة ستحقق حلم "الإنسان أولاً" أم ستحوله إلى كابوس مالي لا يطاق.