في تطور صاعق هز أروقة الكرة السعودية، اندلعت معركة نارية بين عمالقة الدوري السعودي للفوز بخدمات الموهبة الصاعدة مراد هوساوي، في صفقة تحولت من استثمار بسيط أقل من مليون ريال إلى كنز يتنافس عليه الجميع. الرقم الذي يقلق الأندية الطامعة هو 40% - النسبة الخيالية التي يستحقها نادي أحد من أي صفقة بيع مستقبلية، ما يجعل حلم الهلال وغيره من الأندية الكبيرة أكثر تعقيداً وتكلفة من المتوقع.
بدأت الأندية المخصخصة المقتدرة مالياً تتحرك بقوة خلف الكواليس، حيث كشف مصدر خاص أن عدة أندية بدأت "الحديث شفهياً" مع إدارة الخليج بشأن إمكانية شراء عقد اللاعب. هذا التحرك جاء بعد أن قدم الهلال خطاب رغبة رسمي منذ أسبوعين، لكن دون تحديد أي مبلغ مالي محدد. المهندس أحمد خريدة، رئيس نادي الخليج، يقف كالحارس الأمين أمام كنز ناديه، مدركاً تماماً أن الضغط سيتزايد مع كل هدف يسجله مراد أو مباراة يتألق فيها مع المنتخب السعودي.
التجربة المؤلمة مع صالح أبو الشامات تلقي بظلالها الثقيلة على المفاوضات الحالية، حيث رحل اللاعب للأهلي "بمبلغ أقل من تطلعات إدارة النادي" بسبب وجود شروط مشابهة في عقده. هذه المرة، الوضع مختلف تماماً - عقد مراد يمتد 4 سنوات كاملة حتى 2029، ما يمنح الخليج قوة تفاوضية هائلة. الخبراء يشيرون إلى أن هذا التوقيت المثالي قد يحول مراد من موهبة واعدة إلى أغلى صفقة في تاريخ النادي، خاصة مع انضمامه الأخير للمنتخب السعودي الأول وتوقع ظهوره في البطولة العربية المقبلة في قطر.
الأرقام تحكي قصة خيالية - من استثمار "أقل من مليون ريال" قبل فترة قصيرة، إلى حديث عن ملايين الريالات اليوم. لكن النسبة العالية التي يتقاضاها نادي أحد (40%) تضع عبئاً مالياً إضافياً على أي نادي طامع في الصفقة. جماهير الخليج تعيش بين فخر النجاح في اكتشاف الموهبة وقلق فقدانها، بينما مشجعو الهلال وباقي الأندية المهتمة يترقبون بفارغ الصبر أي تطور في هذه المعركة المالية الشرسة. مراد نفسه، الشاب العشريني الذي بدأ رحلته من أحد الصغير، يجد نفسه اليوم في مركز إعصار كروي قد يغير مجرى حياته ومستقبل الأندية المتنافسة عليه.
مع اقتراب نافذة الانتقالات الشتوية، تتصاعد حدة التوقعات والضغوط. هل سيتمكن الخليج من الاحتفاظ بكنزه الثمين، أم أن إغراءات العمالقة وقدرتهم المالية ستحسم هذه المعركة النارية لصالحها؟ الإجابة قد تعيد تشكيل خريطة القوى في الدوري السعودي بالكامل، وتحول مراد هوساوي إلى رمز لجيل جديد من المواهب السعودية التي تستحق الاستثمار الحقيقي.
