في تطور إنساني مؤثر يعكس حالة الضياع التي يعيشها الآلاف من اليمنيين، أطلق المواطن عبدالرحمن محمد أحمد عبدالسلام البركاني نداء استغاثة عبر وسائل الإعلام المحلية بحثاً عن جواز سفره المفقود منذ أكثر من شهر في شوارع عدن المزدحمة. هذه الوثيقة الحيوية التي فُقدت في 22 أكتوبر الماضي، تمثل أكثر من مجرد ورقة رسمية - إنها بوابة الأمل الوحيدة لعائلة تحلم بمستقبل أفضل.
"جواز السفر بالنسبة لنا اليمنيين ليس مجرد وثيقة، إنه خط الحياة الوحيد" - هكذا وصف البركاني محنته التي تعكس معاناة الآلاف من اليمنيين الذين يواجهون تعقيدات بيروقراطية مضنية لاستخراج الوثائق الرسمية. فقدان الجواز في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها البلاد يعني انتظاراً قد يمتد لشهور، وتكاليف باهظة قد تفوق قدرة الأسر المتوسطة، ومعاملات معقدة في ظل ضعف الخدمات الحكومية.
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء على أزمة أعمق تواجه المواطنين اليمنيين، حيث تشير تقارير رسمية إلى أن متوسط انتظار استخراج جواز سفر جديد في عدن يتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، بتكلفة تصل إلى 200 دولار أمريكي - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لشهرين كاملين. أم فاطمة، التي تنتظر استخراج جواز سفر لابنها منذ 8 أشهر، تقول بحسرة: "نحن محاصرون في بلدنا، لا نستطيع السفر للعلاج أو العمل، وكأننا سجناء في وطننا".
النداء الإنساني للمواطن البركاني يكشف عن واقع مرير يعيشه ملايين اليمنيين الذين باتوا يواجهون تحديات يومية في أبسط الأمور الإدارية. فقدان الوثائق الرسمية في بلد يعاني من انهيار مؤسسي يحول الحياة إلى كابوس حقيقي، حيث يضطر المواطنون للجوء إلى وسائل الإعلام كآخر أمل للعثور على ممتلكاتهم الضائعة. هل سيجد البركاني جوازه المفقود؟ وكم من القصص المشابهة تحدث يومياً في شوارع اليمن دون أن تجد من يسلط الضوء عليها؟