في لحظة تاريخية تعيد تعريف مفهوم الخدمات الحكومية، أطلقت المديرية العامة للجوازات السعودية خدمة رقمية ثورية عبر بوابة "مقيم" تمكن المسافرين من التحقق من صلاحية تأشيراتهم في 5 دقائق فقط من منازلهم. انتهى عصر قضاء ساعات طويلة في طوابير الجوازات والقلق المستمر حول صحة الأوراق - فالآن أصبحت راحة البال على بُعد نقرة واحدة.
أحمد محمود، رجل الأعمال المصري الذي اعتاد قضاء ليالٍ بلا نوم قبل كل رحلة عمل للرياض، يروي تجربته الأولى: "لا أصدق أنني تأكدت من صلاحية تأشيرتي وأنا أشرب قهوة الصباح في مكتبي. خمس خطوات بسيطة وفرت علي رحلة كاملة لمقر الجوازات." الخدمة الجديدة تحول عملية التحقق من محنة حقيقية إلى مهمة أسهل من فحص رصيد البنك، حيث يدخل المستخدم بيانات التأشيرة أو الجواز ويحصل على النتيجة فوراً بكافة التفاصيل والمواعيد.
هذا الإنجاز يأتي ضمن استراتيجية طموحة بدأتها المملكة منذ سنوات لتحويل جميع خدماتها الحكومية إلى منصات رقمية ذكية، تماشياً مع رؤية 2030. د. سامي الغامدي، خبير التحول الرقمي، يؤكد: "ما نشهده اليوم هو نقلة حضارية حقيقية، مثل الانتقال من البرقيات إلى الهواتف الذكية في عالم التواصل الحكومي." الأرقام تتحدث عن نفسها: خدمة متاحة 24 ساعة يومياً مقابل ساعات عمل محدودة للمقرات التقليدية، وصفر زيارات مطلوبة للحصول على المعلومة الكاملة.
فاطمة العلي، الأم الكويتية التي تنظم رحلات عائلية منتظمة للمملكة، تشعر بالارتياح التام: "كنت أقضي أياماً في القلق على تأشيرات الأطفال والوالدين، الآن أتأكد من الجميع في دقائق وأنا مرتاحة في صالة منزلي." التأثير يمتد لملايين المسافرين سنوياً الذين سيوفرون مئات ساعات الانتظار وتكاليف النقل والمواصلات. الخبراء يتوقعون أن تصبح هذه الخدمة النموذج المعياري الذي ستحتذي به دول المنطقة في تطوير خدماتها الرقمية.
هذه ليست مجرد خدمة إلكترونية جديدة، بل ثورة حقيقية في مفهوم التعامل الحكومي تضع المملكة في المقدمة العالمية للتحول الرقمي. مع توقعات بإطلاق المزيد من الخدمات المماثلة قريباً، يبقى السؤال: هل ستستمر في إضاعة وقتك في الطوابير أم ستنضم لثورة المستقبل الرقمي الآن؟