الرئيسية / محليات / عاجل: بنك عدن يُفرج عن مرتبات أغسطس لموظفي أحواض السفن... نهاية معاناة الانتظار!
عاجل: بنك عدن يُفرج عن مرتبات أغسطس لموظفي أحواض السفن... نهاية معاناة الانتظار!

عاجل: بنك عدن يُفرج عن مرتبات أغسطس لموظفي أحواض السفن... نهاية معاناة الانتظار!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 18 نوفمبر 2025 الساعة 02:35 صباحاً

بعد انتظار فاق الشهرين، تلقى مئات الموظفين في شركة أحواض السفن الرسالة النصية التي غيرت حياتهم في لحظة واحدة. في تطور مفاجئ وسط أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها اليمن، أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر عن صرف مرتبات شهر أغسطس كاملة، في بادرة تاريخية قد تكون بداية النهاية لمعاناة استمرت سنوات. هذا ليس مجرد صرف روتيني، بل شريان حياة لأسر كانت على حافة اليأس.

محمد سالم، موظف بأحواض السفن وأب لثلاثة أطفال، لا يزال يرتجف وهو يحكي اللحظة: "عندما وصلتني الرسالة النصية، شعرت وكأنني وُلدت من جديد. أطفالي لم يتذوقوا اللحم منذ شهرين." المشهد تكرر في مئات البيوت - دموع فرح، أصوات تهليل، وخفقان قلوب كادت تستسلم للإحباط. فاطمة محمد، مديرة فرع البنك التي عملت 16 ساعة متواصلة لتنسيق العملية، تؤكد: "رأيت الأمل يعود لعيون كانت قد فقدته نهائياً."

خلف هذا الإنجاز قصة مؤلمة امتدت لسنوات من المعاناة، حيث تأثر أكثر من 35% من موظفي الحكومة اليمنية بتأخر المرتبات، ليعيشوا على أقل من دولارين يومياً. د. عبدالله الشامي، الخبير الاقتصادي، يضع الأمور في نصابها: "هذه خطوة تشبه إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية، صغيرة لكنها حاسمة." الأرقام صادمة: ارتفعت أسعار الضروريات بنسبة 500% مقارنة بالراتب الثابت، مما جعل مرتب شهر واحد يساوي طعام أسرة متوسطة لثلاثة أشهر في الظروف العادية.

التأثير كان فورياً وملموساً: طوابير الموظفين أمام الصرافات، وجوه مضيئة بالأمل لأول مرة منذ شهور، وأسواق محلية بدأت تستعيد حيويتها. أحمد علي، 42 عاماً وأب لأربعة أطفال، استطاع أخيراً شراء الأدوية لوالدته المريضة: "كانت أول مرة أشم فيها رائحة الطعام الطازج في بيتنا منذ أشهر." لكن السؤال المؤرق يبقى عالقاً: هل سيستمر هذا النظام، أم أنه مجرد قطرة مطر في صحراء من الانتظار؟ الخبراء يحذرون من أن الاستمرارية هي المفتاح الحقيقي لإعادة بناء الثقة.

اليوم، بينما تنتشر أخبار الصرف عبر اليمن بسرعة البرق، يقف الموظفون الحكوميون الآخرون في انتظار دورهم. هل ستكون هذه بداية النهاية الحقيقية لمعاناة الموظف اليمني؟ الإجابة في يد الزمن، لكن بنك عدن الإسلامي رسم خريطة طريق واضحة: الأمل ممكن حتى في أحلك الظروف، والنجاح الحقيقي سيُقاس باستمرارية هذه المبادرة التاريخية التي أعادت البسمة لوجوه كادت تنسى طعم الفرح.

شارك الخبر