الرئيسية / شؤون محلية / صادم: الرواتب الخيالية للأجانب في السعودية تختفي... صندوق الـ925 مليار يغير الخطة!
صادم: الرواتب الخيالية للأجانب في السعودية تختفي... صندوق الـ925 مليار يغير الخطة!

صادم: الرواتب الخيالية للأجانب في السعودية تختفي... صندوق الـ925 مليار يغير الخطة!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 نوفمبر 2025 الساعة 12:05 صباحاً

في تطور صادم هز أسواق العمل الخليجية، كشفت مصادر حصرية أن 40% من المزايا المالية الخيالية للعمالة الأجنبية في السعودية اختفت خلال أشهر معدودة، منهية عصراً ذهبياً امتد لسنوات حين كانت المملكة تضاعف الرواتب لجذب أفضل الكفاءات. صندوق الاستثمارات العامة بقيمته الضخمة 925 مليار دولار يقود الآن تحولاً جذرياً يعيد رسم خريطة العمل في المنطقة، والخبراء يحذرون: القرارات التي تُتخذ اليوم ستحدد مصير 10 ملايين مغترب في الخليج.

أحمد المهندس المدني، الذي انتقل من دبي للرياض قبل عامين بوعود مضاعفة راتبه، يروي صدمته: "استيقظت ذات صباح لأجد أن حلم الثراء السريع تبخر، والمزايا التي جذبتني للمملكة لم تعد موجودة." مجدي الزين، المدير العام لشركة بويدن للتوظيف، يؤكد هذا التحول قائلاً: "أصحاب الشركات يعيدون النظر في عروض العمل، ما حدث هو ترشيد حقيقي للاقتصاد." الأرقام لا تكذب: العقود الممنوحة انخفضت للنصف في الأشهر التسعة الأولى من 2025، بينما مشروع نيوم بقيمة 500 مليار دولار يواجه تأخيرات حادة.

الجذور العميقة لهذا التحول تكمن في رؤية 2030 الطموحة التي قطعت المملكة أكثر من نصف الطريق في تنفيذها. انخفاض أسعار النفط وحاجة السعودية لسعر 100 دولار للبرميل لتوازن ميزانيتها دفع الحكومة لإعادة ترتيب الأولويات جذرياً. صندوق الاستثمارات العامة يتجه الآن بعيداً عن مشاريع البنية التحتية الضخمة نحو قطاعات الذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية والتعدين التي تحقق عوائد أفضل. هذا التحول يشبه تماماً تحول شركة نفطية عملاقة نحو الطاقة المتجددة - قرار استراتيجي يحدد مستقبل عقود قادمة.

فاطمة المحاسبة السعودية تحتفل بحصولها على وظيفة في شركة كانت تفضل الأجانب سابقاً، قائلة: "أخيراً حصلنا على الفرصة العادلة التي استحقناها." حسن بابات من توسكان الشرق الأوسط يكشف أن الفارق في الرواتب بين السعودية والإمارات تقلص لمجرد 5-8% فقط بعد أن كان يصل لمضاعفة الراتب. النتيجة المباشرة: الإمارات تستقبل موجات من الكفاءات الهاربة، بينما معدل البطالة السعودي انخفض لأدنى مستوياته التاريخية. التحول ليس مجرد أرقام، بل حياة آلاف الأسر التي تعيد حساباتها من جديد.

لويز كنوتسون من ماتش تالنت تلخص المشهد بحكمة: "عروض العمل أصبحت محسوبة أكثر وترتبط بالبيانات الفعلية. للبعض يبدو انكماشاً، لكنه في الحقيقة مؤشر على النضج." السؤال الكبير الآن: هل نشهد نهاية العصر الذهبي للمغتربين في الخليج نهائياً، أم بداية مرحلة أكثر واقعية تحقق توازناً حقيقياً بين الطموحات والإمكانيات؟ الإجابة ستتضح خلال الأشهر القادمة، لكن شيئاً واحداً مؤكد: قواعد اللعبة تغيرت إلى الأبد.

شارك الخبر