في تطور اقتصادي صادم، شهدت منطقة الرياض انفجاراً وظيفياً حقيقياً هذا الأسبوع حين أعلنت منصة "جدارات" عن 636 وظيفة ذهبية في القطاع الخاص خلال 7 أيام فقط - رقم لم تشهده العاصمة منذ سنوات! والمثير أن شركة واحدة أعلنت عن 30 وظيفة فني كهربائي دفعة واحدة، فيما يتسابق آلاف الباحثين عن عمل على التقديم كل دقيقة في مشهد يحبس الأنفاس.
تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى خلية نحل حقيقية، حيث انتشرت أخبار هذه الموجة الاستثنائية كالنار في الهشيم. سارة الغامدي، المهندسة الكهربائية حديثة التخرج، تروي بإثارة: "لم أصدق عيني عندما رأيت 3 عروض عمل في يوم واحد بعد أشهر من البحث المضني!" والأرقام تتحدث عن نفسها: 47% من الوظائف في القطاعات التقنية والهندسية، مع تنوع يغطي 12 مجالاً مختلفاً يلبي احتياجات كافة التخصصات من الهندسة حتى الصحة والمبيعات.
يأتي هذا الانفجار الوظيفي ضمن التوسع الاقتصادي المستمر في إطار رؤية 2030، مدفوعاً بالتحول الرقمي المتسارع ونمو المشاريع الإنشائية الضخمة. د. خالد الراشد، خبير اقتصاد العمل، يؤكد: "هذه الأرقام تعكس انتعاشاً حقيقياً في السوق، وهي أكبر موجة توظيف نشهدها منذ الإعلان عن مشاريع نيوم والقدية." ويتوقع الخبراء استمرار هذا النمو مع دخول مشاريع تنموية جديدة حيز التنفيذ في الأشهر القادمة.
لكن الأثر الحقيقي سيمتد إلى الحياة اليومية للمواطنين، حيث ستشهد الرياض نشاطاً اقتصادياً متزايداً مع دخول آلاف العمال الجدد لسوق العمل. أحمد المطيري، مدير الموارد البشرية في إحدى الشركات الكبرى، يحذر: "لم أر طلباً بهذا الحجم منذ سنوات، والشركات الآن في سباق مع الزمن للحصول على أفضل المواهب." فيما يواجه محمد العنزي البالغ 28 عاماً والعاطل منذ 6 أشهر تحدياً جديداً: "الفرص كثيرة لكن المنافسة شرسة، عليّ التحرك بسرعة البرق."
هذه ليست مجرد أرقام عابرة، بل بداية لموجات توظيف أكبر مع تسارع المشاريع التنموية في المملكة. 636 وظيفة في 12 مجالاً تمثل فرصة تاريخية قد لا تتكرر قريباً. الرسالة واضحة: احجز مكانك في هذا القطار السريع قبل أن يفوتك. السؤال الآن: هل ستكون من المحظوظين الذين يغتنمون هذه الفرصة الذهبية، أم ستندم لاحقاً على عدم التحرك السريع؟