نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر في البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يصر على تعيين مبعوثته الى الامم المتحدة سوزان رائيس وزيرة للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، التي اعلنت تقاعدها، مستبعدا بذلك السناتور الديموقراطي جون كيري، الذي يبدو انه سيدخل الى الادارة وزيرا للدفاع خلفا لليون بانيتا، المتقاعد ايضا.
ولملء الفراغ الذي تركه الجنرال دايفيد بترايوس على رأس «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي)، المقال بسبب انكشاف علاقته العاطفية بكاتبة سيرته بولا برودويل، رجحت المصادر تعيين مستشار الرئيس لشؤون الارهاب جون برينان رئيسا للوكالة.
وفي الامم المتحدة، يتسابق مرشحان هما سامانتا باورز، مستشارة اوباما للشؤون الخارجية اثناء حملته الرئاسية الاولى قبل اربعة اعوام، ومسؤول الملف العراقي في الادارة حاليا، انتوني بلينكن، وهو يعمل مستشارا للامن القومي لنائب الرئيس جو بيدن.
وكانت رايس تعرضت لهجوم واسع من الجمهوريين على اثر تصريحاتها في شأن الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 سبتمبر والتي راح ضحيتها اربعة اميركيين بيهم السفير كريس ستيفنز. رايس اعتبرت ان سبب الهجوم هو الفيديو المسيء للاسلام، وهي رواية تعارضت مع ما اعلنته الادارة فيما بعد ومفاده ان الهجوم كان ارهابيا ومصمما في وقت سابق.
على ان اوباما يبدي عنادا وتمسكا برايس، وهي واحدة من اقرب المقربين اليه في شؤون السياسة الخارجية، وحجته انها - كما الادارة - قالوا ما كانت وكالات الاستخبارات نقلته اليهم حول حادثة الهجوم.
ورايس كانت عملت في «مجلس الامن القومي» في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والمعروف انها علقت على مجازر رواندا العام 1994 بالقول انه «اذا استخدمنا كلمة ابادة جماعية ولم نفعل شيئا من بعدها، ماذا سيكون تأثير ذلك على الانتخابات في نوفمبر»، وهو تصريح ندمت عليه في وقت لاحق وقالت: «اقسمت على نفسي اني ان واجهت ازمة كهذه مجددا، ساساند الخيار العسكري بقوة، وآمل ان اتحول الى لهيب نار اذا لم افعل ذلك».
لكن رايس لم تتحول الى السنة لهب بعد تجاوز عدد القتلى المدنيين على ايدي قوات بشار الاسد في سورية الاربعة الاف. ويقول العالمون ان رايس توافق، بل تحضّ اوباما، على ضرورة حصر النشاط الاميركي حول سورية بالتحرك من ضمن اطار المجموعة الدولية، لذا، من غير المتوقع ان تولي رايس تدخل اميركا في سورية عسكريا، بأي شكل، اهتماما يذكر في حال وصولها الى وزارة الخارجية.
كيري بدوره كان له تجربة خاصة مع الاسد، فبدءا من العام 2006 عندما فاز الديموقراطيون بغالبية الكونغرس بمجلسيه، كان السناتور المخضرم من اول زوار دمشق ومن ابرز الداعين للانفتاح عليها. على انه على اثر اندلاع الثورة السورية ضد الاسد في مارس من العام الماضي، عدل كيري من مواقفه تدريجيا، وصار اليوم من ابرز مطالبين الادارة بالتدخل لترجيح الكفة لمصلحة الثوار، كما طالب الادارة علنا ومرارا باجبار العراق على وقف شحنات الاسلحة الايرانية التي تمر في اجوائه في طريقها الى قوات الاسد.
وسيكون مثيرا للاهتمام مراقبة تفاعل رايس، صاحبة الموقف البارد تجاه الازمة السورية، مع كيري، الداعي الى حركة اميركية اكبر، في حال وصولها الى الخارجية وتسلمه الدفاع.
اما برينان، المرشح لادارة «وكالة الاستخبارات المركزية، فهو معروف بالمامه بتفاصيل المفاوضات الاميركية مع حركة الطالبان، وباشرافه على دور اميركا في اليمن، وكان من الداعين لفتح الحوار الفوري مع «حزب الله» لحضّه على التخلي عن العنف والقائه السلاح. كذلك، يعتبر برينان من ابرز الداعين الى الانفتاح على النظام الايراني.
وتنقل مجموعة عقدت لقاء معه حول موضوع ايران تعبيره عن «قلقه من احتمال انهيار النظام الايراني يوما، وتفتت ايران التي تحوي اكثر من 15 مجموعة اثنية، الى دويلات متناحرة او الى حرب اهلية»، وانه يعتقد ان السيناريو الافضل هو تخلي طهران عن برنامجها النووي مقابل الغاء العقوبات الدولية وتطبيعها العلاقات مع الغرب، بدلا من توجيه ضربة وقائية لمنعها من صناعة السلاح النووي.
وسيناريو برينان يبدو انه بدأ يلقى اذانا صاغية في واشنطن مع بدء ورود تقارير عن لقاءات غير رسمية يعقدها اميركيون مع ايرانيين في ما يبدو انه انفراجا مقبلا في المفاوضات وفي العلاقات، وهو ما اوردته في الاونة الاخيرة صحف اميركية، معتبرة ان الايرانيين باشروا الحوار، لكنهم طلبوا تعليقه حتى ما بعد فوز اوباما بولاية ثانية خوفا من التوصل الى اتفاق كان من المحتمل ان يطيح به المرشح الجمهوري ميت رومني في حال انتخابه.
" الراي " الكويتية
ولملء الفراغ الذي تركه الجنرال دايفيد بترايوس على رأس «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي)، المقال بسبب انكشاف علاقته العاطفية بكاتبة سيرته بولا برودويل، رجحت المصادر تعيين مستشار الرئيس لشؤون الارهاب جون برينان رئيسا للوكالة.
وفي الامم المتحدة، يتسابق مرشحان هما سامانتا باورز، مستشارة اوباما للشؤون الخارجية اثناء حملته الرئاسية الاولى قبل اربعة اعوام، ومسؤول الملف العراقي في الادارة حاليا، انتوني بلينكن، وهو يعمل مستشارا للامن القومي لنائب الرئيس جو بيدن.
وكانت رايس تعرضت لهجوم واسع من الجمهوريين على اثر تصريحاتها في شأن الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 سبتمبر والتي راح ضحيتها اربعة اميركيين بيهم السفير كريس ستيفنز. رايس اعتبرت ان سبب الهجوم هو الفيديو المسيء للاسلام، وهي رواية تعارضت مع ما اعلنته الادارة فيما بعد ومفاده ان الهجوم كان ارهابيا ومصمما في وقت سابق.
على ان اوباما يبدي عنادا وتمسكا برايس، وهي واحدة من اقرب المقربين اليه في شؤون السياسة الخارجية، وحجته انها - كما الادارة - قالوا ما كانت وكالات الاستخبارات نقلته اليهم حول حادثة الهجوم.
ورايس كانت عملت في «مجلس الامن القومي» في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والمعروف انها علقت على مجازر رواندا العام 1994 بالقول انه «اذا استخدمنا كلمة ابادة جماعية ولم نفعل شيئا من بعدها، ماذا سيكون تأثير ذلك على الانتخابات في نوفمبر»، وهو تصريح ندمت عليه في وقت لاحق وقالت: «اقسمت على نفسي اني ان واجهت ازمة كهذه مجددا، ساساند الخيار العسكري بقوة، وآمل ان اتحول الى لهيب نار اذا لم افعل ذلك».
لكن رايس لم تتحول الى السنة لهب بعد تجاوز عدد القتلى المدنيين على ايدي قوات بشار الاسد في سورية الاربعة الاف. ويقول العالمون ان رايس توافق، بل تحضّ اوباما، على ضرورة حصر النشاط الاميركي حول سورية بالتحرك من ضمن اطار المجموعة الدولية، لذا، من غير المتوقع ان تولي رايس تدخل اميركا في سورية عسكريا، بأي شكل، اهتماما يذكر في حال وصولها الى وزارة الخارجية.
كيري بدوره كان له تجربة خاصة مع الاسد، فبدءا من العام 2006 عندما فاز الديموقراطيون بغالبية الكونغرس بمجلسيه، كان السناتور المخضرم من اول زوار دمشق ومن ابرز الداعين للانفتاح عليها. على انه على اثر اندلاع الثورة السورية ضد الاسد في مارس من العام الماضي، عدل كيري من مواقفه تدريجيا، وصار اليوم من ابرز مطالبين الادارة بالتدخل لترجيح الكفة لمصلحة الثوار، كما طالب الادارة علنا ومرارا باجبار العراق على وقف شحنات الاسلحة الايرانية التي تمر في اجوائه في طريقها الى قوات الاسد.
وسيكون مثيرا للاهتمام مراقبة تفاعل رايس، صاحبة الموقف البارد تجاه الازمة السورية، مع كيري، الداعي الى حركة اميركية اكبر، في حال وصولها الى الخارجية وتسلمه الدفاع.
اما برينان، المرشح لادارة «وكالة الاستخبارات المركزية، فهو معروف بالمامه بتفاصيل المفاوضات الاميركية مع حركة الطالبان، وباشرافه على دور اميركا في اليمن، وكان من الداعين لفتح الحوار الفوري مع «حزب الله» لحضّه على التخلي عن العنف والقائه السلاح. كذلك، يعتبر برينان من ابرز الداعين الى الانفتاح على النظام الايراني.
وتنقل مجموعة عقدت لقاء معه حول موضوع ايران تعبيره عن «قلقه من احتمال انهيار النظام الايراني يوما، وتفتت ايران التي تحوي اكثر من 15 مجموعة اثنية، الى دويلات متناحرة او الى حرب اهلية»، وانه يعتقد ان السيناريو الافضل هو تخلي طهران عن برنامجها النووي مقابل الغاء العقوبات الدولية وتطبيعها العلاقات مع الغرب، بدلا من توجيه ضربة وقائية لمنعها من صناعة السلاح النووي.
وسيناريو برينان يبدو انه بدأ يلقى اذانا صاغية في واشنطن مع بدء ورود تقارير عن لقاءات غير رسمية يعقدها اميركيون مع ايرانيين في ما يبدو انه انفراجا مقبلا في المفاوضات وفي العلاقات، وهو ما اوردته في الاونة الاخيرة صحف اميركية، معتبرة ان الايرانيين باشروا الحوار، لكنهم طلبوا تعليقه حتى ما بعد فوز اوباما بولاية ثانية خوفا من التوصل الى اتفاق كان من المحتمل ان يطيح به المرشح الجمهوري ميت رومني في حال انتخابه.
" الراي " الكويتية