في إنجاز تاريخي يهز عالم كرة القدم، نجحت 4 منتخبات عربية في احتلال نصف مقاعد أفضل الثوالث في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة لأول مرة على الإطلاق! المغرب يتصدر القائمة بفارق أهداف مذهل (+8)، في حين تشارك تونس والسعودية في صنع هذه المعجزة العربية التي تحدث في قطر. خلال ساعات قليلة ستحدد قرعة دور الـ32 مصير هذه الأحلام الذهبية.
سطر المغرب اسمه بأحرف من ذهب على رأس ترتيب أفضل الثوالث بـ3 نقاط وفارق +8 أهداف، محققاً إنجازاً يفوق كل التوقعات في بطولة شهدت زيادة ثورية بنسبة 50% في عدد المنتخبات المشاركة. يوسف الزاكي، نجم الأسود الصغار، لم يخف دموع الفرح: "لم نصدق أننا تصدرنا قائمة تضم 48 منتخباً من كل قارات العالم". تونس والسعودية لم تكونا أقل إثارة، حيث حجزتا المركزين الرابع والسادس على التوالي.
هذا النظام الثوري الجديد، المستوحى من كأس العالم 2026 للكبار، يشبه إلى حد كبير نظام يورو 2016 الذي منح الفرق الصغيرة فرصاً ذهبية لم تحلم بها من قبل. د. محمد الفهيد، محلل كرة القدم المتخصص، يؤكد: "النظام الجديد يعطي فرصة أكبر للمواهب الواعدة لإثبات أنفسها، وما نشهده اليوم دليل حي على نجاح هذا التوجه". التنافس كان محتدماً كسباق الفورمولا 1، حيث كل هدف وكل نقطة حسمت مصير منتخبات بأكملها.
لكن المشهد لم يكن ورديّاً للجميع، فقطر المستضيفة تذوقت طعم الخيبة رغم اللعب أمام جماهيرها. أحمد الكاظمي، اللاعب القطري البالغ 16 عاماً، لم يستطع إخفاء دموعه بعد احتلال منتخب بلاده المركز التاسع بنقطتين فقط. سالم المري، المشجع القطري، عبّر عن مشاعر الآلاف: "كنا نحلم بتأهل منتخبنا، لكن الأداء لم يكن بالمستوى المطلوب". هذا التباين في المشاعر يعكس قسوة الرياضة وجمالها في آن واحد، حيث تختلط دموع الفرح بالحسرة تحت أضواء أكاديمية أسباير اللامعة.
مع انطلاق صافرة دور الـ32، تنفتح أبواب التاريخ أمام جيل عربي واعد قد يغيّر خريطة كرة القدم العالمية للأبد. الاستثمار في هذه المواهب الذهبية ودعمها أصبح ضرورة ملحة لضمان استمرار هذا النجاح. فهل سنشهد ولادة جيل عربي ذهبي جديد في قطر، أم أن ضغوط المراحل المقبلة ستحطم هذه الأحلام الواعدة؟
