شهدت أمانة العاصمة موجة غير مألوفة كانت نتائجها كبيرة على الإنسان والبيئة والحياة الحضرية، وليس خافيا على أحد ما عانته العاصمة صنعاء في الفترة الأخيرة من انفلات خدمي على شتى مناحي الحياة وانعكاس الأحداث المؤسفة على صنعاء خصوصا لاكتسابها أهمية باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية للجمهورية اليمنية، حيث تتركز فيها الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية والهيئات السياسية العربية والأجنبية.
وبعد تردي الوضع فيها بدأت تنهض فيها الأعمال الخدمية وتصعد باتجاه تنفيذ الواجبات كالاهتمام بنظافة العاصمة ومتابعة تنفيذ المشاريع المختلفة والإشراف على أداء وسير مهام المرافق الحكومية في اتجاه المحافظة على العاصمة وإنعاشها عبر 10 مديريات، تعمل وفق خطة مدروسة من أمانة العاصمة، لكنها تواجه صعابا وعراقيل في هذا الصدد أطلعنا بصورة سريعة وكيل أول أمانة العاصمة اللواء محمد رزق الصرمي عن كيفية أداء أمانة العاصمة لمهامها في ظل وجود عراقيل يتم التغلب عليها بحماس وتعاون جهود المخلصين.
عمل دؤوب رغم الإعاقات
<<.. ما أهم الأعمال التي تتصدر اهتمامات أمانة العاصمة هذه الأيام؟ وما أبرز العوائق والمشكلات المعترضة لأداء مهامكم الحيوية؟
ـ بداية أشكر صحيفة الجمهورية على هذا اللقاء الطيب وأمانة العاصمة في ورشة عمل دائم على مدار الساعة فمنذ أن تعين أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال وحتى اليوم وهو يعمل على إنعاشها في مختلف الاتجاهات التي أمانة العاصمة بحاجة إليها، ابتداء من النظافة، ثم رفع المخلفات، يليه البناء العشوائي، ثم سفلتة الشوارع التي أضرت بها الأمطار، بالإضافة للمراكز الصحية والمدارس ومختلف المجالات الحياتية في العاصمة، ونحن ـ قياديي أمانة العاصمة ومدراء مديريات الأمانة العشر ـ عاكفون جميعنا في الإشراف على هذه الأعمال بشكل عام، وقد حققنا نتائج لا بأس بها خلال الشهرين الماضيين منذ تعيين هلال، وبالتالي هناك دعم من الدولة ومن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لاحتياجات أمانة العاصمة الكبيرة جدا، وتعيقنا بعض الأمور مثل مخالفات أسواق القات وقاعات الأفراح تلك التي تم بناؤها بطرق عشوائية وغير نظامية وهي معيقة لأمانة العاصمة ولأعمالنا ولكن إن شاء الله يتم التغلب عليها من خلال تعاون الأجهزة الأمنية في مساعدة مكاتب الأشغال على إزالة مثل تلك المخالفات.
تطوع وحماس ومخالفات
<<.. ألا يوجد أمور أخرى غير ما ذكرتموه من مخالفات المواطنين تحد من المهام الوطنية المناطة على عاتق جهة حكومية بمستوى أمانة العاصمة على المستويين الرسمي والشعبي؟
ـ بالتأكيد أي عمل لابد أن يصاحبه معوقات وصعوبات فهناك صعوبات وهناك تعاون من رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء وهناك معوقات من قبل وزارة المالية كعدم رصد موازنة أمانة العاصمة كما هي مطلوبة، أما بالنسبة للمواطنين فهم مستعدون بالتأكيد للتعاون واكبر دليل أن الكثير من منظمات المجتمع المدني ومجالس الأحياء لديهم أعمال تطوعية في مجال النظافة لكثير من الشوارع، ومتحمسون للتعاون ولكن لاشك أن هناك أناسا مخالفين سواء في نشر البسطات على الطرقات والأرصفة التي تعيق حركة السير في الأسواق الرئيسية وعدم إزالتها، وكذلك في فتح أسواق قات جديدة ومعارض سيارات وصالات أعراس جديدة هذه مخالفات، ولكنها بحاجة إلى جهود وتعاون وسنتغلب عليها.
تصفية لعناصر فاسدة
<<.. تظل مشكلة الأراضي والبناء العشوائي مشكلة قائمة ماذا بشأن هذا الجانب؟
ـ هناك توجيهات من أمين العاصمة لمكاتب الأشغال بالالتزام بمعايير البناء وارتفاعها وأحجامها بحسب قانون البناء وهو واضح، وهناك تصفية لعناصر من موظفي الأشغال السيئين الذين فعلا هم عنصر مساعد على إبراز المخالفات العشوائية، والمواطن بطبيعته يحب أن يبني بدون ترخيص، بدون أي رسوم، لكن مع المتابعة لابد من توضيح وترتيب، وبالنسبة للأراضي ستظل مشكلة قائمة مادامت صنعاء مدينة مفتوحة لكل الناس ومشاكل الأراضي كثيرة جدا، ونحن نناشد القضاء والنيابات أن يحلوا تلك المشاكل؛ كونها تحال إليهم وتظل عالقة.
فخ غياب المعايير
<<.. هل تدرس أمانة العاصمة أو قد اتخذت تدابير فعلية تجاه المناطق المحيطة بصنعاء والتي مازال الزحف العمراني يمتد إليها من تخطيط لمثل تلك المناطق كالشوارع ورسم خطوط البنى التحتية فيها؟
ـ أمانة العاصمة توصي الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني القيام بواجباتها من تخطيط الأراضي وتوزيع المشروعات العمرانية بما يتناسب مع الجوانب البيئية والخدمية والاجتماعية، كما نوصي الجهات ذات العلاقة بالتعاون والقيام بواجباتها في هذا الشأن.
وبالنسبة لنا في أمانة العاصمة قد حددنا أماكن كثيرة لإنزال المخططات تفاديا للبناء العشوائي، ولكن توجد رؤى تعيق القيام بمثل تلك المهام كوجود معسكرات تمنعها أحيانا قيادات عليا وبالتالي يحدث البناء العشوائي ونبقى في فخ غياب المعايير والضوابط والشروط الخاصة بعملية التخطيط بما يتناسب مع طبيعة وظروف أمانة العاصمة الكبيرة، ومثل هذه العوائق تظهر مستقبلا بمشاكل الهدم وعدم الاستطاعة على القيام بالتعويضات، والحقيقة أن مشكلة التخطيط السليم للبنية التحتية تواجهنا فيها صعوبات كثيرة.
جريمة..
<<.. هل فعلا توجد نية لدى أمانة العاصمة المطالبة بنقل الأمن القومي من داخل صنعاء القديمة كما تمت المطالبة من قبلكم بإخراج المعسكرات من داخل أمانة العاصمة برمتها على غرار ما حدث من انفجار الفرقة الأولى مدرع؟
ـ وجود أمن قومي داخل صنعاء القديمة نعتبرها جريمة؛ لأنها مدينة تاريخية وقد أبدينا رأينا في هذا الشأن، وأمين العاصمة أول من طرح نقل المعسكرات من أمانة العاصمة.
<<.. هناك من يطالب بتحويل قصر السلاح إلى متحف، ما مدى تفاعلكم تجاه ذلك؟
ـ فعلا يجب أن يكون كذلك مزارا تاريخيا؛ باعتباره أحد أبرز المعالم السياحية في العاصمة صنعاء..
ويضحك ساخرا: إلى متى سيظل قصر السلاح مخصصا للكدم، سنسعى أن يكون قصر السلاح مثل القلعة في القاهرة شاهدا على عبقرية الإنسان اليمني حضارة وتاريخا وحداثة مشجر ونظيفا.