21 دولة تتحكم في نصف تجارة العالم اتفقت على تغيير مستقبل الذكاء الاصطناعي إلى الأبد. للمرة الأولى في التاريخ، تقترح دولة إنشاء هيئة عالمية للتحكم في أقوى تقنية في العصر الحديث. بينما كان ترامب يعود إلى واشنطن، كان شي جين بينغ يرسم خريطة جديدة للسيطرة على مستقبل البشرية. التفاصيل لاحقاً.

في لحظة تاريخية قد تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، وقف الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام قادة 21 دولة ليعلن مبادرة قد تغير وجه التقنية العالمية. يسيطر منتدى "أبيك" على 50% من التجارة العالمية، ويستورد 70% من رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة واحدة أمريكية. "للذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة للتنمية المستقبلية وينبغي أن يُسخر لمصلحة الشعوب في جميع البلدان والمناطق"، هكذا تحدث شي جين بينغ. سيطرت الصدمة على أروقة القمة، حيث فهم الجميع أن الصين تسعى لقيادة المستقبل التقني للعالم.

هذا الإعلان يأتي في خضم حرب تقنية شرسة بين الصين وأمريكا، حيث تحاول كل قوة السيطرة على تقنيات المستقبل. ترفض أمريكا باستمرار التنظيم الدولي للذكاء الاصطناعي، بينما تنجح الصين في تطوير بدائل منخفضة التكلفة. كما غيرت منظمة التجارة العالمية وجه التجارة الدولية، قد تغير هيئة الذكاء الاصطناعي المقترحة وجه التقنية العالمية، ويتوقع خبراء الجيوسياسة رد فعل أمريكي حاد، بينما يرى آخرون فرصة للتعاون البناء.

من تطبيقات الهاتف إلى السيارات الذكية، كل جانب من حياتنا الرقمية قد يتأثر بهذه الخطوة. المتوقع أن تنتج معايير أمان أكثر صرامة للذكاء الاصطناعي، وتعاون دولي أوثق في البحث والتطوير، وهو ما يعيد توزيع القوة التقنية عالمياً. هذه فرصة ذهبية للدول النامية للحاق بالركب التقني، لكن مع مخاطر زيادة التبعية التقنية. تتباين ردود الأفعال بين مؤيد يرى فيها خطوة نحو العدالة التقنية، ومعارض يخشى الهيمنة الصينية الجديدة.

مقترح صيني جريء، غياب أمريكي مقصود، وعالم ينتظر معركة تقنية قد تحدد مستقبل البشرية. الأشهر القادمة ستكشف ما إذا كان العالم مستعد لقبول القيادة الصينية للذكاء الاصطناعي أم سيقاوم. على الدول العربية أن تقرر موقفها بسرعة - هل ستنضم للمبادرة أم ستنتظر رد الفعل الأمريكي؟ السؤال الآن ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيغير العالم، بل من سيتحكم في هذا التغيير؟