في كشف مفاجئ هز عالم شخصيات سانريو، تبين أن كورومي، الشخصية التي احتلت المرتبة الثالثة في استطلاع الشعبية العالمي بأكثر من أربعة ملايين صوت، ليست قطة كما يعتقد ملايين المعجبين حول العالم. الحقيقة المذهلة تكشف أن هذه الشخصية المحبوبة هي في الواقع أرنبة بيضاء، وهو ما أكدته الوثائق الرسمية لشركة سانريو اليابانية.
هذا الكشف يأتي في توقيت مثالي حيث تحتفل كورومي بالذكرى العشرين لإطلاقها عام 2005، متزامنة مع احتفالات الذكرى الخمسين لشخصية ماي ميلودي. الالتباس حول هوية كورومي نشأ من تصميمها المميز الذي يجمع بين أذني الأرنب وذيل الشيطان المدبب، بالإضافة إلى قبعتها السوداء المزينة بجمجمة وردية.
يوكو ياماغوتشي، المصممة الرئيسية لهيلو كيتي في سانريو، أوضحت في تصريحات رسمية أن كورومي "كانت مخصصة لتكون النقيض المتمرد للطبيعة الحلوة واللطيفة لماي ميلودي". هذا التصميم المتعمد جعل كورومي تبدو وكأنها مخلوق شيطاني صغير، بينما هي في الحقيقة أرنبة تماماً مثل منافستها الودودة.
القصة الحقيقية لكورومي تبدأ عام 2005 عندما ابتكرتها توموكو مياكاوا كشخصية مساعدة في مسلسل "أونيغاي ماي ميلودي". كانت كورومي في البداية الشرير الرئيسي الذي يسعى لهزيمة ماي ميلودي بمساعدة رفيقها باكو، لكن شعبيتها الجارفة بين محبي ثقافات البانك والجوث والإيمو حولتها إلى بطلة بحد ذاتها.
هيروشي تاناكا، الخبير في الثقافة الشعبية اليابانية بجامعة طوكيو، يفسر هذه الشعبية قائلاً: "كورومي تمثل اتجاهاً في ثقافة الكاواي اليابانية نحو شخصيات أكثر تعقيداً وأقل كمالاً. شخصيتها المشاكسة وأحياناً الأنانية تجعلها أكثر قرباً من قلوب الكثير من المعجبين".
الشخصية المزدوجة لكورومي هي ما يجعلها استثنائية في عالم سانريو. فتحت مظهرها المتمرد والقاسي، تخفي كورومي جانباً أنثوياً رقيقاً يحب قراءة الروايات الرومانسية والكتابة في مذكراتها الشخصية. هذا التناقض الجذاب جعلها تتفوق على شخصيات أقدم وأكثر شهرة في استطلاعات الشعبية.
معنى اسم "كورومي" يعكس تماماً طبيعة الشخصية، فهو يعني "الجمال الأسود" ويُشتق من كلمة "كورو" اليابانية التي تصف اللون الأسود. هذا الاسم يجسد التمرد والفردية التي تمثلها الشخصية، والتي جعلتها رمزاً للشباب الذين يبحثون عن شخصيات تعبر عن تعقيداتهم النفسية والاجتماعية.
التطور الدرامي في شخصية كورومي من شرير إلى بطل يعكس تغيراً أوسع في صناعة الترفيه اليابانية. فبعد النجاح الباهر في المسلسل الأصلي، حصلت كورومي على مسلسلها المنفصل "رحلة كورومي الجميلة" عام 2023، بالإضافة إلى حملة "مشروع كورومي للعالم" التي انطلقت عام 2021.
دراسة أجرتها جامعة أوساكا عام 2020 كشفت أن كورومي تحتل مكانة خاصة بين الشخصيات الخمس الأكثر شعبية من سانريو لدى الفئة العمرية من 15 إلى 25 عاماً. هذه الشعبية تعكس رغبة الجيل الجديد في شخصيات أكثر عمقاً وتعقيداً من النماذج التقليدية اللطيفة.
الكشف عن الهوية الحقيقية لكورومي كأرنبة وليس قطة يضيف بُعداً جديداً لفهم تطور شخصيات الكاواي اليابانية. فبينما يتوقع المعجبون الأرانب اللطيفة مثل ماي ميلودي، تأتي كورومي لتكسر هذا التوقع وتقدم نموذجاً جديداً للأرنب المتمرد الذي يجمع بين القوة الظاهرية والحنان المخفي.
هذا التنوع في تقديم نفس النوع من الحيوانات بشخصيات مختلفة جذرياً يُظهر عبقرية مصممي سانريو في خلق عوالم غنية ومتنوعة. كورومي اليوم لا تقف فقط كثالث أشهر شخصيات سانريو، بل كرمز لجيل يقدر الأصالة والتعقيد النفسي حتى في أبسط أشكال الترفيه.
