شهدت أسواق الصرف اليمنية في عدن تطوراً مهماً مع دخول مبلغ ضخم يقدر بـ 40 مليون ريال سعودي إلى السوق المحلية، وذلك لتمويل رواتب القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة قد تؤثر بشكل جذري على أسعار صرف العملات الأجنبية في المحافظات الجنوبية.
وتوقع الدكتور مساعد القطيبي، أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، أن يؤدي هذا التدفق الكبير من العملة السعودية إلى انخفاض سعر صرف الريال السعودي مقابل العملة اليمنية ليصل إلى حوالي 140 ريالاً يمنياً خلال الأيام القادمة. ويأتي هذا التوقع في ظل الوضع الحالي الذي يشهد تداول الريال السعودي في عدن بأسعار تتراوح بين 425 إلى 428 ريالاً يمنياً.
وأوضح القطيبي أن السبب الرئيسي وراء هذا التحسن المرتقب يعود إلى زيادة المعروض من العملة السعودية في السوق المحلية نتيجة لتحويلات الرواتب العسكرية، مما سيخفف الضغوط التضخمية ويحسن من قوة الريال اليمني الشرائية. كما ربط الخبير الاقتصادي هذا التطور بالتحسينات السياسية المتوقعة التي قد تشهد انفراجاً في الأزمات الداخلية واحتمالية التوصل لاتفاقات تدعم استقرار الوضع العام في البلاد.
وتعكس هذه التطورات أهمية تدفق العملات الأجنبية في تحسين أداء الاقتصاد المحلي، حيث يواجه اليمن منذ سنوات تحديات اقتصادية كبيرة أدت إلى تراجع حاد في قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم. ويأمل المواطنون أن تكون هذه الأموال بداية عهد جديد من التعافي الاقتصادي وليس مجرد موجة مؤقتة من التحسن.
ومن المتوقع أن ينعكس هذا التطور إيجابياً على الحياة اليومية للمواطنين من خلال انخفاض أسعار السلع والخدمات، خاصة تلك المستوردة والمرتبطة بالعملات الأجنبية. إلا أن نجاح هذه التوقعات يبقى مرهوناً بقدرة البنك المركزي على إدارة السوق ومنع المضاربات التي قد تؤثر سلبياً على استقرار الأسعار.