في تطور مفاجئ هز أسواق الذهب اليمنية، شهدت أسعار المعدن النفيس انخفاضاً حاداً بقيمة 588.85 ريال يمني خلال يوم واحد، مسجلة تراجعاً يعادل راتب عامل يومي كامل في بعض المناطق. بينما تنام صنعاء، تتراقص أسعار الذهب في بورصات العالم، تاركة المستثمرين اليمنيين في حيرة بين الإقدام على الشراء أم انتظار المزيد من التراجع.

تحول سوق الذهب في صنعاء إلى مسرح من التردد والقلق، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 51,500 ريال يمني، بينما سجلت الأونصة مستوى فوق 4,200 دولار عالمياً. "رأيت الزبائن يترددون بين الشراء والانتظار"، يقول سعد الشميري، تاجر ذهب في سوق الملح، وهو يراقب وجوه المترددين الذين يلمعون بريق الذهب بأعينهم دون جرأة على اتخاذ القرار. أحمد المحطوري، موظف في الخمسينيات، كان ينوي شراء خاتم لابنته بمناسبة خطوبتها، لكن تقلبات الأسعار جعلته يؤجل القرار مرة أخرى.

يرتبط هذا التراجع المفاجئ بالضغوط الاقتصادية العالمية وتذبذبات أسعار الدولار مقابل الريال اليمني، في مشهد يذكرنا بانخفاض مشابه حدث في نوفمبر الماضي. د. محمد العرشي، خبير اقتصادي، يؤكد أن "هذا الانخفاض مؤقت والأسعار ستعاود الارتفاع خلال أسبوع"، مشبهاً تقلبات الذهب بأمواج البحر في العاصفة. فبينما تحاول الأسواق العالمية استيعاب التطورات الجيوسياسية، تبقى اليمن أسيرة تقلبات لا تملك السيطرة عليها.

على أرض الواقع، يواجه المواطنون اليمنيون معضلة حقيقية، فالانخفاض البالغ 588 ريالاً يعادل سعر ثلاث علب حليب أطفال، مما يجعل كل ريال محسوباً في ميزانياتهم المتقشفة. فاطمة الحضرمي، ربة منزل ذكية، تمكنت من بيع ذهبها قبل الانخفاض بيومين ووفرت 15,000 ريال، بينما يؤجل آخرون قرارات شراء الذهب للمناسبات والأفراح. تحت أضواء محلات الذهب في صنعاء، تتراقص الأسعار مثل شعلات متوهجة، تارة ترتفع بالآمال وتارة تنخفض بالأحلام.

مع وصول سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 32,180 ريال يمني، والأونصة فوق مستوى 4,200 دولار، يبقى الأسبوع القادم حاسماً لتحديد اتجاه الأسعار. الخبراء ينصحون بمراقبة السوق، والشراء بمبالغ مجزئة، وتجنب الاستدانة. هل ستكون هذه بداية انخفاض كبير أم مجرد تصحيح مؤقت؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة...