في صدمة مدوية هزت 3 ملايين مستفيد من الضمان الاجتماعي خلال 48 ساعة فقط، انتشرت أنباء زيادة تاريخية بنسبة 30% كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحطم الآمال بنفي رسمي قاطع من وزارة الموارد البشرية السعودية. 396 ريال إضافي شهرياً كانت ستغير حياة الملايين، لكن الحلم تبخر في لحظة واحدة، تاركاً وراءه موجة من خيبة الأمل والتساؤلات الحارقة.
أم سارة، الأرملة الأربعينية التي تعيل 4 أطفال، كانت من بين الآلاف الذين بدأوا في إعادة حساب ميزانياتهم المنزلية بناءً على الزيادة المزعومة. "كنت أحسب كيف سأوزع الـ396 ريال الإضافية على احتياجات أطفالي"، تقول بحسرة واضحة في صوتها. وبينما كانت همهمات الحديث تملأ المجالس الشعبية وأصوات الإشعارات تتتالى في الهواتف، جاء النفي الرسمي كالصاعقة: "ما يتم تداوله بشأن زيادة رواتب الضمان الاجتماعي ليس له أساس من الصحة" - هكذا قطعت وزارة الموارد البشرية الشك باليقين.
السبب وراء هذا الانتشار السريع للشائعة يعود إلى الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجه الأسر السعودية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة. الزيادة الفعلية بنسبة 20% التي حدثت في نوفمبر 2023 جعلت المواطنين يتطلعون لزيادات مشابهة، خاصة مع تصاعد الأسعار. د. فاطمة الزهراني، الاقتصادية المتخصصة في برامج الدعم، تؤكد: "الأمل في تحسن الأوضاع المالية يجعل الناس أكثر تقبلاً لتصديق أي خبر إيجابي، حتى لو لم يكن مؤكداً". انتشار الخبر كان مثل فقاعة الأسهم - ارتفعت آمال الناس سريعاً ثم انفجرت بالحقيقة المرة.
التأثير على الحياة اليومية للمستفيدين كان فورياً ومؤلماً. خالد المطيري، مستفيد من الضمان منذ 3 سنوات، يروي كيف انتشر الخبر في مجموعات الواتساب: "في دقائق معدودة، امتلأت المجموعات بالتهاني والخطط للاستفادة من الزيادة". الآن، مع استمرار الراتب عند 1320 ريال لرب الأسرة و660 ريال للتابع، تضطر الأسر لإعادة النظر في خططها المالية وتأجيل الشراءات التي كانت مرتبطة بالزيادة الوهمية. 4752 ريال سنوياً - هذا ما خسره كل مستفيد من التوقعات المحطمة.
الدرس الأكبر من هذه الواقعة يكمن في أهمية التحقق من المصادر الرسمية قبل بناء الآمال على أخبار غير مؤكدة. وزارة الموارد البشرية تؤكد أن موعد صرف معاش نوفمبر سيكون يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، وتدعو المواطنين للاعتماد على قنواتها الرسمية فقط. في عصر المعلومات السريعة والشائعات المنتشرة، هل ستكون الضحية التالية للأخبار المضللة، أم ستكون من المتحققين الأذكياء الذين لا يصدقون إلا الحقائق الموثقة؟
