في تطور مروع أحاط بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، تحولت شوارع المكلا إلى أنهار جارفة خلال أقل من ثلاث ساعات. السيول الجارفة التي اجتاحت حضرموت صباح اليوم كانت كافية لملء ألف خزان مياه خلال دقائق، ولاتزال المياه تتزايد في الارتفاع، مما يهدد حضرارا السكان المحاصرين.
تشهد الغليلة الآن أضراراً مدمرة حيث اجتاحت السيول فجر اليوم الشوارع، فكانت السبب في غمر المنازل المنخفضة وشل الحركة بالكامل. مع أضرار أكثر من 50 منزلاً، وارتفاع المياه إلى متر ونصف، واستمرار الأمطار لمدة 4 ساعات متواصلة. عبّر أحد السكان بقوله: "المياه دخلت منزلي كالوحش الكاسر" بينما قال مسن محلي: "لم نشهد مثل هذه السيول منذ عقود". المشهد محزن، أسر محاصرة، سيارات جرفتها المياه، أطفال خائفون، وأثاث منزلي يطفو في الشوارع.
تقع حضرموت في منطقة صحراوية، معرضة للسيول المفاجئة بفضل التضاريس الجبلية المحيطة. عوامل كضعف البنية التحتية، البناء في مناطق منخفضة، وعدم وجود أنظمة صرف مناسبة تساهم في تفاقم الوضع. هذه الكارثة الحالية تذكر بسيول 2008 وسيول جدة المدمرة. يتوقع الخبراء استمرار الطقس غير المستقر، مع التأكيد على أهمية تطوير أنظمة الإنذار المبكر.
تأثرت الحياة اليومية بشكل كبير، فقد توقفت الأعمال والمدارس، وأصبحت إمكانية الحصول على الغذاء والدواء صعبة، بالإضافة لانقطاع الاتصالات. النتائج المتوقعة تشمل أضرار مادية كبيرة، وضرورة إعادة الإعمار، ومراجعة التخطيط العمراني. رغم ذلك، يبرز تحذير من تكرار السيول كفرصة لتطوير البنية التحتية. بينما يطالب السكان بحلول عاجلة، ينظم الشباب حملات للإغاثة، ويدعو الخبراء لإعادة التخطيط.
تلخص الواقع المأساوي للسيول التي دمرت حضرموت وأضرت بعشرات الأسر وخلّفت أضراراً مادية جسيمة. في مواجهة هذا، على السلطات إعداد خطط طوارئ، وعلى المواطنين أخذ الاحتياطات اللازمة. يبقى السؤال: "هل ستكون هذه آخر كارثة طبيعية تضرب المنطقة، أم بداية لمواجهة تحديات مناخية أكبر؟"
