كشف التصنيف الشهري الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لشهر أكتوبر 2025 عن تفاوت ملحوظ في أداء المنتخبات العربية، حيث شهدت بعضها تقدماً كبيراً بينما تراجعت أخرى في ترتيبها العالمي، وذلك عقب انتهاء فترة التوقف الدولية الأخيرة والتي شملت مباريات مهمة في تصفيات كأس العالم 2026.

تصدر المنتخب المغربي قائمة المنتخبات العربية برقم مخيب للآمال، إذ تراجع للمركز الثاني عشر عالمياً بعد أن كان يحتل المركز الحادي عشر في تصنيف سبتمبر الماضي، مما يشكل نكسة واضحة لآمال "أسود الأطلس" في تحسين ترتيبهم العالمي.

في المقابل، حقق الاتحاد الدولي لكرة القدم منتخب مصر قفزة مذهلة بتقدمه ثلاثة مراكز كاملة ليصل إلى المركز الثاني والثلاثين عالمياً، وهو إنجاز يعكس الأداء المتميز لـ"الفراعنة" خلال مبارياتهم الأخيرة ضد جيبوتي وغينيا بيساو في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026.

أما المنتخب السعودي فسجل تقدماً محدوداً بمركز واحد فقط ليحتل المرتبة الثامنة والخمسين عالمياً، جمع خلالها 1427.37 نقطة، وجاء هذا التحسن عقب فوزه على إندونيسيا وتعادله مع العراق في مواجهة تاريخية ضمنت له بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026. ورغم هذا التأهل المهم، إلا أن التقدم في التصنيف كان أقل من التوقعات الجماهيرية، خاصة مع الاحتفالات الواسعة التي شهدتها المملكة بعد ضمان المقعد في المونديال.

على الصعيد الآسيوي، واصل المنتخب الياباني هيمنته بحفاظه على صدارة القارة من خلال احتلاله المركز التاسع عشر عالمياً، تاركاً المنتخب السعودي في المرتبة الثامنة آسيوياً، وهو ترتيب يعكس الفجوة الفنية التي لا تزال قائمة بين الأخضر والمنتخبات الآسيوية الرائدة مثل اليابان وإيران وكوريا الجنوبية.

شهد منتخب الجزائر أيضاً نتائج إيجابية بتقدمه ثلاثة مراكز ليحتل المركز الخامس والثلاثين عالمياً والرابع أفريقياً، وذلك عقب تأهله لبطولة كأس العالم 2026، بينما حافظ منتخب السنغال على مركزه كثاني أقوى منتخب في القارة الأفريقية باحتلاله المرتبة الثامنة عشرة عالمياً.

في سياق متصل، استمر التنافس الشرس على قمة التصنيف العالمي، حيث احتفظت إسبانيا بالمركز الأول، فيما صعدت الأرجنتين إلى المرتبة الثانية متقدمة على فرنسا التي تراجعت للمركز الثالث، وهذا التبدل في المراكز الثلاثة الأولى يعكس حدة المنافسة بين القوى العالمية الكبرى في كرة القدم.

أظهرت النتائج الجديدة أن أكبر تقدم في تصنيف أكتوبر جاء من نصيب منتخب النيجر الذي قفز تسعة مراكز كاملة، وهو إنجاز استثنائي لمنتخب من القارة الأفريقية، بينما شهدت منتخبات أخرى تراجعاً ملحوظاً في مراكزها العالمية.

يأتي هذا التصنيف الجديد بناءً على نتائج المباريات التي جرت خلال فترة التوقف الدولية الأخيرة، والتي كانت محورية في تحديد الصورة النهائية للمنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ومن المتوقع أن تشهد التصنيفات القادمة تغيرات أكثر حدة مع اقتراب موعد انطلاق البطولة العالمية.

وبالنظر إلى الصورة الشاملة للمنتخبات العربية، يمكن القول أن النتائج كانت متباينة، فبينما حقق بعضها قفزات مهمة مثل مصر والجزائر، شهدت منتخبات أخرى مثل المغرب تراجعاً مخيباً للآمال، في حين حقق المنتخب السعودي تقدماً محدوداً رغم الإنجاز الكبير المتمثل في التأهل للمونديال، مما يطرح تساؤلات حول آلية حساب نقاط التصنيف ومدى عدالتها في تقييم الأداء الفعلي للمنتخبات.