اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما كوريا الشمالية ببرنامجها النووي وتجاربها الصاروخية تهديدا خطيرا للأمن العالمي، وأكد أن واشنطن ستناقش مع حلفائها سبل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن تطبيق عقوبات جديدة على الدولية الشيوعية.
وشدد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي عقده بصحبة نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في ختام مباحثاتهما في واشنطن على أنه واستنادا إلى التصرفات الكورية الشمالية بما فيها تهديداتها للأمن الإقليمي ونشر التكنولوجيا النووية لا يمكن القبول بأن تبقى هذه الدولة مصدرا لا يهدد الأمن الأميركي فقط بل والأمن العالمي أيضا.
نزع السلاح
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها بالتعاون مع حلفائها للتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي، وتعهد في الوقت نفسه بكسر النمط التقليدي من السياسات التي تسمح لكوريا الشمالية بتهديد جيرانها ومن ثم مكافأتها للتراجع عن مواقفها.
لي: لا يجوز تحت أي ظرف السماح لكوريا الشمالية بامتلاك السلاح النووي
كما أكد أوباما أن واشنطن ستدرس مع حلفائها سبل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير القاضي بفرض عقوبات على كوريا الشمالية تشمل منعها من تصدير الأسلحة واعتراض وتفتيش السفن القادمة والمغادرة لموانئها.
بيد أن الرئيس الأميركي عاد وجدد موقفه السابق باعتماد الدبلوماسية حلا للأزمة القائمة مع الدولية الشيوعية بالدعوة لاستئناف الحوار معها بشأن نزع سلاحها النووي، في إشارة إلى المحادثات السداسية التي تشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتان.
موقف صارم
من جانبه قال الرئيس لي إنه اتفق مع الرئيس أوباما على أنه لا يجوز تحت أي ظرف السماح لكوريا الشمالية بامتلاك السلاح النووي، أو تقديم المجتمع الدولي مكافآت اقتصادية لها ردا على استفزازاتها مثل إجراء تجربة نووية.
واتفق لي في القول مع الرئيس أوباما بالتأكيد على أن كوريا لن تجد الأمن والاحترام عبر التهديد والاستقزازات، مشيرا إلى أن مطالب كوريا الشمالية غير المقبولة قد تضر بالمجمع الصناعي المشترك في المنطقة الحدودية بين البلدين.
المظلة الأمنية
ورحب لي بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية ضد أي تهديدات تواجهها، وكشف أن الرئيس أوباما أكد له في المباحثات أن هذا التعهد يشمل الردع النووي، مشيدا بهذا الموقف الذي يعطي كوريا الجنوبية إحساسا أكبر بالأمن.
وكان نائب وزير الدفاع الأميركي ويليام لين قد أكد الثلاثاء أن الصواريخ الكورية الشمالية قد تشكل تهديدا محتملا على أراضي الولايات المتحدة في حال واصلت بيونغ يانغ تطوير برامجها الصاروخية.
ميدفيديف: المجتمعون ناقشوا المسألة الكورية الشمالية (الفرنسية)
واتفق لين مع تقييم السيناتور الجمهوري جون ماكين بأنه يتعين على الولايات المتحدة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات مع كوريا الشمالية.
وفي السياق أبلغ مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أن كوريا الشمالية تعمل مع دول أخرى مثل إيران وربما سوريا أيضا لتطوير صواريخ بالستية.
منظمة شنغهاي
وفي ختام قمة دول منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في مدينة يكاترينبورغ الروسية، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن الدول الأعضاء في المنظمة تعد تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة غير مقبولة.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي الثلاثاء أن المجتمعين ناقشوا المسألة الكورية الشمالية بما في ذلك التهديدات الأخيرة ورأوا أن مثل هذا السلوك غير مقبول، وأن المجتمع الدولي لم يكن لديه خيار آخر سوى تبني قرار مناسب في مجلس الأمن الدولي.
ودعا الإعلان المشترك الذي صدر عن قمة منظمة شنغهاي للتعاون إلى استئناف المفاوضات لإيجاد حل للقضية النووية الكورية الشمالية التي تفاقمت بعد تجربة بيونغ يانغ النووية الثانية.