في قرار صادم هز الأوساط الرياضية السعودية، أكد الإعلامي متعب بن عبدالله الهزاع أن النجم سعود عبد الحميد رفض بشكل قاطع جميع العروض للعودة إلى الدوري السعودي، رغم اهتمام عملاقي الكرة السعودية الهلال والنصر بضمه في يناير المقبل. هذا الرفض يمثل سابقة جديدة في تاريخ الكرة السعودية، حيث يصبح سعود أول لاعب سعودي يفضل البقاء في أوروبا على الإغراءات المالية الضخمة التي تقدمها الأندية المحلية.
وكشف متعب الهزاع عبر منصة إكس قائلاً: "حسب معلوماتي نجم نادي روما الإيطالي المعار لنادي لانس الفرنسي، لا توجد لديه أي فكرة أو رغبة في العودة للدوري السعودي حتى هذه التغريدة". هذا التصريح أثار موجة من الجدل في الأوساط الرياضية، خاصة مع تأكيد مصادر قريبة من إدارتي الهلال والنصر عن تحضير عروض مالية ضخمة لإقناع اللاعب بالعودة. فيصل المشجع الهلالي، والذي كان يحلم بعودة نجم الفريق السابق، عبر عن صدمته قائلاً: "لم أتوقع أن يرفض سعود العودة لبيته الأول بهذا الشكل القاطع".
تأتي هذه التطورات في سياق رحلة سعود الاستثنائية من أروقة الهلال إلى ملاعب أوروبا، حيث انتقل إلى روما الإيطالي ليصبح أول سعودي ينجح في هذا المسار. خبراء كرة القدم يرون في قرار سعود انعكاساً لتطور عقلية الجيل الجديد من اللاعبين السعوديين، الذين باتوا يضعون الطموح المهني والتطور الفني أولوية على الإغراءات المالية. د. أحمد الرياضي، المحلل الكروي، علق قائلاً: "قرار سعود يعكس نضجاً فكرياً نادراً، فهو يدرك أن النجاح في أوروبا سيفيده أكثر على المدى الطويل".
هذا الموقف يثير تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقة بين النجوم المحليين والأندية السعودية، خاصة مع ارتفاع مستوى الدوري المحلي ووجود نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار. الجماهير السعودية تعيش حالة من المشاعر المختلطة، فبين الفخر بوصول سعود لأوروبا ونجاحه هناك، وبين الحزن لفقدان نجم محلي كان يمكن أن يضيف الكثير للدوري المحلي. مارك، المشجع الفرنسي لنادي لانس، أكد أن "سعود أصبح محبوب الجماهير هنا وأثبت أنه يستحق مكانه في الكرة الأوروبية". هذا القرار قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من المواهب السعودية للبحث عن فرصهم في أوروبا بدلاً من البقاء في الدوري المحلي.
مع اقتراب إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية، تواجه الأندية السعودية تحدياً جديداً في كيفية التعامل مع طموحات الجيل الجديد من اللاعبين. قرار سعود عبد الحميد قد يكون بداية حقبة جديدة في الكرة السعودية، حيث يصبح الحلم الأوروبي أقوى من الإغراءات المالية المحلية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نشهد بداية نزيف جديد للمواهب السعودية نحو أوروبا، أم أن هذا سيدفع الأندية المحلية لتطوير استراتيجيات أكثر ذكاءً لاستقطاب والحفاظ على نجومها؟