انتخاب الرئيس الأميركي كل اربع سنوات مناسبة يحبس لها العالم أنفاسه لأنها تتعلق بأهم مقعد سياسي فيه. ومع ذلك فإن انتخاب هذا الرئيس عملية معقدة قد تضيع في ثناياها الإرادة الشعبية الحقيقة.
ابتدعت الولايات المتحدة منذ اكتمال ناموسها الديمقراطي نظاما فريدا لانتخاب رئيسها ونائبه، يعرف باسم Electoral College الذي يترجم الى العربية «الكلّية الانتخابية» أحيانا و«المجمّع الانتخابي» أحيانا أخرى. وهذا نظام بعيد عن السائديْن عالميا وهما «الحر المباشر» و«التمثيل النسبي» رغم انه يأخذ من كل منهما قدرا معيّنا ويصهره في تلك البوتقة الخاصة. وقد وُضع أساس هذا النظام القديم العام 1800 واكتمل بناؤه بحلول 1844.
تصويت عبر وسيط
عندما يدلي الأميركي بصوته، فهو في الواقع لا يختار بين المرشحين - باراك اوباما وميت رومني في هذه الحالة - وإنما يدعو شخصا آخر (يعرف بالمندوب الانتخابي ويظل مجهول الهوية في أغلب الأحيان) للتصويت نيابة عنه في «الكلية الانتخابية». وتتألف هذه من 538 مندوبا هم الذين يحددون - تبعا لعدد الأصوات التي يحملونها لهذا المرشح أو ذاك - الفائز بالرئاسة وهو الشخص الذي يصل الى «العتبة السحرية» وهي 270 صوتا.
وتتضح غرابة هذا النظام فقط بالنظر الى نتيجة انتخابات العام 2000 التي فاز فيها مرشح الجمهوريين، جورج دبليو بوش، بأصوات الكلية الانتحابية وبالرئاسة تاليا. وكان هذا برغم أن إجمالي عدد الذين صوتوا لمنافسه الديمقراطي آل غور أكبر مما حصل عليه من الأصوات الشعبية.
بمعنى آخر، كان 2000 هو العام الذي اختار فيه الشعب الأميركي مرشحا معينا ليجلس الى طاولة المكتب البيضاوي. لكن الكلية الانتخابية، المعتمدة لهذا الأمر في دستور البلاد، قررت أن خصمه هو الأجدر بالرئاسة وليشرب الشعب البحر. والواقع أن 2000 لم يكن الوحيد الذي شهد هذه الحالة الغريبة لأنها حدثت لثلاثة رؤساء آخرين سابقا وصلوا الى البيت الأبيض على ظهر الكلية الانتخابية وليس عبر التفويض الشعبي.
الماكينة الديمقراطية
* يخصص لكل ولاية عدد من الناخبين (في الكلية النتخابية) مساو لعدد يتألف من أعضائها في مجلس الشيوخ (2 على الدوام) وممثليها في مجلس النواب.
* يسلم كل حزب للمسؤول الانتخابي في كل ولاية قائمة من عدد من الأفراد الذين يعدون بالتصويت لمرشحه. ويكون هذا مساويا لعدد الأصوات المتاحة للولاية نفسها، شريطة ألا يكون هؤلاء إعضاء في الكونغرس أو موظفين للحكومة الفيدرالية.
* بعد انقضاء أعمال المؤتمرات الحزبية تقدم الأحراب أسماء من ترشحهم لمنصب الرئيس ونآائبه.
العملية الانتخابية
* كل اربع سنوات، في يوم الثلاثاء التالي لأول أيام الاثنين من نوفمبر / تشرين الثاني يصوت الناخبون في كل الولايات الأميركية بأصواتهم لإحدى قوائم الأحزاب: أي للرئيس ونائبه، فلا يستطيع شخص انتخاب رئيس جمهوري ونائب ديمقراطي له مثلا.
* القائمة الحزبية التي تحصل على أغلبية الأصوات الشعبية في تلك الولاية تحصل نلقائيا على سائر مقاعد الكلية الانتخابية المخصصة لها تبعا للعدد المخصص لها كما ورد أعلاه وبدون اعتبار لما ناله الخصم.
* يوم الاثنين التالي لثاني ايام الأربعاء من ديسمبر / كانون الأول يدلي الناخبون المندوبون في كل ولاية بأصواتهم في عواصم ولاياتهم للرئيس ونائبه.
* تغلق استمارات التصويت هذه بالشمع الأحمر وترسل الى رئيس الكونغرس الذي يفتحها ويقرأ محتوياتها على مجلسي الشيوخ والنواب في 6 يناير / كانون الثاني التالي.
* يعلن الفائز بأغلبية هذه الأصوات (النصف إضافة الى صوت واحد على الأقل أو 270 صوتا) فائزا بالرئاسة (ونائبه كذلك تلقائيا).
إلا إذا...
* في حال عجز أي من المرشحسن على الفوز بتلك الأغٌلبية، يختار مجلس النواب (باعتباره الأقرب الى الصوت الشعبي) الفائز، مع صوت واحد لكل ولاية.
* في 20 يناير نفسه يؤدي الرئيس ونائبه المنتخبان اليمين الدستورية.
"ايلاف"
ابتدعت الولايات المتحدة منذ اكتمال ناموسها الديمقراطي نظاما فريدا لانتخاب رئيسها ونائبه، يعرف باسم Electoral College الذي يترجم الى العربية «الكلّية الانتخابية» أحيانا و«المجمّع الانتخابي» أحيانا أخرى. وهذا نظام بعيد عن السائديْن عالميا وهما «الحر المباشر» و«التمثيل النسبي» رغم انه يأخذ من كل منهما قدرا معيّنا ويصهره في تلك البوتقة الخاصة. وقد وُضع أساس هذا النظام القديم العام 1800 واكتمل بناؤه بحلول 1844.
تصويت عبر وسيط
عندما يدلي الأميركي بصوته، فهو في الواقع لا يختار بين المرشحين - باراك اوباما وميت رومني في هذه الحالة - وإنما يدعو شخصا آخر (يعرف بالمندوب الانتخابي ويظل مجهول الهوية في أغلب الأحيان) للتصويت نيابة عنه في «الكلية الانتخابية». وتتألف هذه من 538 مندوبا هم الذين يحددون - تبعا لعدد الأصوات التي يحملونها لهذا المرشح أو ذاك - الفائز بالرئاسة وهو الشخص الذي يصل الى «العتبة السحرية» وهي 270 صوتا.
وتتضح غرابة هذا النظام فقط بالنظر الى نتيجة انتخابات العام 2000 التي فاز فيها مرشح الجمهوريين، جورج دبليو بوش، بأصوات الكلية الانتحابية وبالرئاسة تاليا. وكان هذا برغم أن إجمالي عدد الذين صوتوا لمنافسه الديمقراطي آل غور أكبر مما حصل عليه من الأصوات الشعبية.
بمعنى آخر، كان 2000 هو العام الذي اختار فيه الشعب الأميركي مرشحا معينا ليجلس الى طاولة المكتب البيضاوي. لكن الكلية الانتخابية، المعتمدة لهذا الأمر في دستور البلاد، قررت أن خصمه هو الأجدر بالرئاسة وليشرب الشعب البحر. والواقع أن 2000 لم يكن الوحيد الذي شهد هذه الحالة الغريبة لأنها حدثت لثلاثة رؤساء آخرين سابقا وصلوا الى البيت الأبيض على ظهر الكلية الانتخابية وليس عبر التفويض الشعبي.
الماكينة الديمقراطية
* يخصص لكل ولاية عدد من الناخبين (في الكلية النتخابية) مساو لعدد يتألف من أعضائها في مجلس الشيوخ (2 على الدوام) وممثليها في مجلس النواب.
* يسلم كل حزب للمسؤول الانتخابي في كل ولاية قائمة من عدد من الأفراد الذين يعدون بالتصويت لمرشحه. ويكون هذا مساويا لعدد الأصوات المتاحة للولاية نفسها، شريطة ألا يكون هؤلاء إعضاء في الكونغرس أو موظفين للحكومة الفيدرالية.
* بعد انقضاء أعمال المؤتمرات الحزبية تقدم الأحراب أسماء من ترشحهم لمنصب الرئيس ونآائبه.
العملية الانتخابية
* كل اربع سنوات، في يوم الثلاثاء التالي لأول أيام الاثنين من نوفمبر / تشرين الثاني يصوت الناخبون في كل الولايات الأميركية بأصواتهم لإحدى قوائم الأحزاب: أي للرئيس ونائبه، فلا يستطيع شخص انتخاب رئيس جمهوري ونائب ديمقراطي له مثلا.
* القائمة الحزبية التي تحصل على أغلبية الأصوات الشعبية في تلك الولاية تحصل نلقائيا على سائر مقاعد الكلية الانتخابية المخصصة لها تبعا للعدد المخصص لها كما ورد أعلاه وبدون اعتبار لما ناله الخصم.
* يوم الاثنين التالي لثاني ايام الأربعاء من ديسمبر / كانون الأول يدلي الناخبون المندوبون في كل ولاية بأصواتهم في عواصم ولاياتهم للرئيس ونائبه.
* تغلق استمارات التصويت هذه بالشمع الأحمر وترسل الى رئيس الكونغرس الذي يفتحها ويقرأ محتوياتها على مجلسي الشيوخ والنواب في 6 يناير / كانون الثاني التالي.
* يعلن الفائز بأغلبية هذه الأصوات (النصف إضافة الى صوت واحد على الأقل أو 270 صوتا) فائزا بالرئاسة (ونائبه كذلك تلقائيا).
إلا إذا...
* في حال عجز أي من المرشحسن على الفوز بتلك الأغٌلبية، يختار مجلس النواب (باعتباره الأقرب الى الصوت الشعبي) الفائز، مع صوت واحد لكل ولاية.
* في 20 يناير نفسه يؤدي الرئيس ونائبه المنتخبان اليمين الدستورية.
"ايلاف"