٣٥ عامًا فصلت بين زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون لمصر خلال أحداث فيلم "زيارة السيد الرئيس" والزيارة الحقيقية للرئيس الحالي باراك أوباما، أمس الخمس، إلا أن التناقض ظهر واضحًا بينهما؛ إذ وجه نيكسون تحيته للمواطنين من داخل القطار، بينما غاب أوباما عن الشعب المصري، وحال دون لقائهما الحصار الأمني الشديد الذى فرضته الأجهزة الأمنية بشوارع القاهرة، وشابهت زيارته فيلم "طباخ الريس" الذى خرج للشارع فوجد الشعب في إجازة ودخل يصلي فلم يجد في المسجد أحدًا، نقلا عن تقرير لصحيفة "المصري اليوم" الجمعة 5-6-2009.
الكاتب يوسف القعيد، مؤلف فيلم "زيارة السيد الرئيس" أكد أن هناك اختلافًا جذريّا حدث بين الزيارتين؛ حيث كانت الأولى بداية لعودة العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد طول انقطاع، وكان الفيلم يتحدث عن شائعة تقول إن القطار الذى يقل الرئيس المصري وضيفه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون سيتوقف عند القرية، فيتبدل حال القرية بالكامل، ويبدأون جميعًا في الاستعداد لهذا الحدث طمعًا فى تزيين القرية وتحسين مظهرهم، ويقرر طبيب القرية أن المعونة من نصيب النساء الحوامل فقط، فينشط رجال القرية لجعل نسائهم حوامل ولا يعارض هذا الوضع سوى نسبة ضئيلة من الناس، فتكون المفاجأة أن يمر قطار الرئاسة دون أن يتوقف في القرية، فيصاب الجميع بخيبة أمل كبيرة.
وشهدت القاهرة خلال زيارة أوباما التي استمرت 9 ساعات إجراءات أمنية مكثفة حولت اليوم إلى إجازة شبه رسمية؛ حيث امتنع العديد من المواطنين عن الذهاب إلى أعمالهم.
وبثت أجهزة الإعلام الرسمية رسائل مفادها أنه من الأفضل "البقاء بالمنزل" خلال الزيارة.
وقال القعيد إنه على الرغم من عدم توقف قطار الرئيس فى أحداث الفيلم فإنه في النهاية مر الرئيس أمام أعين الناس ولوح لهم بالتحية وهو يقف إلى جوار الرئيس المصري، إلا أن الأحداث الحقيقية لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر التي تمت بالأمس مناقضة تمامًا لأحداث الفيلم؛ حيث كانت القاهرة بمثابة ديكور لإلقاء خطابه للعالم الإسلامي، وغاب عنه احتكاكه بالمواطنين واحتكاكه بالشعب، لأنهم لم يستقبلوه ولم يلتقوا به ولم يروه، بسبب الحصار الأمني الذى فرضته الأجهزة الأمنية.
وأضاف أن زيارة أوباما شابهت إلى حد كبير أحداث فيلم "طباخ الريس" في المشاهد التي قرر فيها الفنان خالد زكي، الذى جسد دور الرئيس، والنزول إلى الشارع فلم يجد أحدًا فقد أعطت أجهزة الدولة إجازة لكل الشعب، وكذلك في المشهد الذى ذهب ليصلي بأحد المساجد فوجده فارغًا، مثلما حدث مع أوباما حينما زار مسجد السلطان حسن ووجده خاليًا من المصلين، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية أخلته من المصلين.
وكان مسجد السلطات حسن قد أغلق رسميا أمام المصلين منذ الإثنين الماضي في سياق الترتيبات الأمنية للزيارة، كما أغلقت المحال التجارية حول المسجد قبل قدوم الرئيس الأمريكي.