الرئيسية / من هنا وهناك / أول امرأة في التاريخ البريطاني تتولى منصبي الداخلية والخارجية.. من هي إيفيت كوبر؟
أول امرأة في التاريخ البريطاني تتولى منصبي الداخلية والخارجية.. من هي إيفيت كوبر؟

أول امرأة في التاريخ البريطاني تتولى منصبي الداخلية والخارجية.. من هي إيفيت كوبر؟

نشر: verified icon رغد النجمي 23 سبتمبر 2025 الساعة 09:10 صباحاً

حققت إيفيت كوبر، وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة، إنجازاً تاريخياً باعتبارها أول امرأة في تاريخ الحكومات البريطانية تتولى منصبي وزارة الداخلية ووزارة الخارجية، وهما المنصبان اللذان يُعدان مع وزارة المالية أهم ثلاث حقائب وزارية في النظام السياسي البريطاني.

وُلدت كوبر في 20 مارس 1969 بمدينة إنفرنيس في أقصى شمال إسكتلندا لعائلة الأب فيها قيادي نقابي ومستشار حكومي للطاقة النووية، فيما كانت الأم تعمل مدرّسة للرياضيات. استقرت العائلة لاحقاً في محافظة هامبشاير جنوب إنجلترا، حيث تلقت تعليمها الأساسي قبل أن تلتحق بجامعة أكسفورد العريقة متخصصة في السياسة والفلسفة والاقتصاد.

تميزت مسيرة كوبر الأكاديمية بالتفوق المستمر، حيث حصلت عام 1991 على "منحة كيندي" الدراسية لمتابعة تعليمها العالي في جامعة هارفارد، قبل أن تعود إلى بريطانيا للحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد من معهد لندن للاقتصاد.

انطلقت حياتها العملية عام 1990 كباحثة اقتصادية عند جون سميث، زعيم حزب العمال السابق، ثم انتقلت عام 1992 للعمل ضمن فريق المرشح الرئاسي الديمقراطي بيل كلينتون في الولايات المتحدة. وفي عام 1995، تولت منصب كبيرة المراسلين الاقتصاديين في صحيفة "الإندبندنت" اللندنية.

دخلت كوبر البرلمان البريطاني عام 1997 كنائبة عن دائرة بونتيفراكت وكاسلفورد في يوركشاير وسط الانتصار العمالي الكاسح. تزوجت عام 1998 من إد بولز، زميلها في الحزب والذي شغل مناصب وزارية مهمة، وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

تدرجت كوبر في المناصب الحكومية تحت رئاسة توني بلير، حيث تولت مناصب وزارية مساعدة بين 1999 و2005، ثم رُقيت لمنصب وزيرة دولة للإسكان والتخطيط عام 2005. واصلت صعودها داخل مجلس الوزراء عبر تعيينها وزيرة لأمانة الخزانة عام 2008، ثم وزيرة للعمل والتعويضات عام 2009.

عقب هزيمة "العمال" في انتخابات 2010، اختارها إد ميليباند وزيرة خارجية "حكومة الظل" بين 2010 و2011، ثم انتقلت لوزارة داخلية "حكومة الظل" حتى انتخابات 2015. خاضت معركة زعامة الحزب عام 2015 واحتلت المرتبة الثالثة، قبل أن تستقيل من "حكومة الظل" احتجاجاً على فوز اليساري جيريمي كوربن.

عادت كوبر إلى المقدمة مع انتخاب كير ستارمر زعيماً جديداً لحزب العمال، حيث انضمت إلى "حكومة الظل" برئاسته في نوفمبر 2021. وبعد الانتصار العمالي في انتخابات 2024، عُينت وزيرة للداخلية، وواجهت تحديات مبكرة شملت أحداث عنف في ساوثبورت وملف الهجرة المعقد.

في 5 سبتمبر الجاري، انتقلت كوبر من وزارة الداخلية لتولي حقيبة الخارجية خلفاً لديفيد لامي، الذي عُين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للعدل. هذا التعيين جعلها تحمل لقب أول امرأة تشغل كلا المنصبين في تاريخ بريطانيا.

تُعرف كوبر بمواقفها المؤيدة لإسرائيل كعضو في تجمع "أصدقاء إسرائيل العماليين"، وقد اتخذت مواقف متشددة خلال فترة توليها وزارة الداخلية، بما في ذلك حظر تجمع "بالستاين أكشن" واعتباره "حركة إرهابية" بعد مهاجمة مناصريه لقاعدة جوية بريطانية.

تواجه كوبر اليوم تحديات دبلوماسية معقدة تشمل الحرب الأوكرانية، العلاقات مع إدارة دونالد ترمب، تطورات الشرق الأوسط المتسارعة، وصعود القوى الآسيوية. إنجازها التاريخي يأتي في وقت حساس يتطلب خبرة دبلوماسية واسعة ومهارات سياسية متقدمة لقيادة الدبلوماسية البريطانية في عالم متغير.

تجسد قصة كوبر نموذجاً لصعود المرأة في السياسة البريطانية، من خلال مسيرة امتدت أكثر من ثلاثة عقود، تخللتها تحديات شخصية ومهنية تغلبت عليها بالإصرار والكفاءة، لتصل إلى قمة الهرم السياسي البريطاني وتحقق سابقة تاريخية قد تلهم أجيالاً قادمة من النساء في العمل السياسي.

شارك الخبر