في تطور مذهل يهز عالم الكرة السعودية، خسر الهلال - حامل الرقم القياسي بـ 9 ألقاب في كأس خادم الحرمين - أمام العدالة في مفاجأة تاريخية لم يتوقعها أحد. 32 فريقاً فقط تبقى من أصل مئات الأندية، والعدالة نجح في تحقيق حلم المستحيل بإطاحة العملاق الأزرق في صدمة ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة السعودية إلى الأبد.
لحظات درامية عاشها ملعب الرياض عندما سجل العدالة الهدف القاتل في الدقيقة الأخيرة، ليسقط الهلال في أكبر مفاجأة منذ سنوات. "لم أصدق ما حدث، شاهدت أحلام موسم كامل تتحطم في ثوان"، قال سعد الهلالي وهو يمسح دموعه بعد الصافرة الأخيرة. أحمد العدالي، مشجع العدالة منذ 20 عاماً، لم يستطع إخفاء فرحته: "كنت أخشى هزيمة ثقيلة، لكن فريقي كتب التاريخ!" هتافات "الله أكبر" ارتفعت من مدرجات العدالة، بينما ساد الصمت المطبق القطاع الأزرق.
هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها كأس خادم الحرمين مفاجآت صادمة. مثلما فاجأ الأهلي الهلال عام 2019، يعيد التاريخ نفسه لكن بطعم أكثر مرارة للجماهير الهلالية. إنزاغي، الذي جاء بآمال عريضة لقيادة الهلال نحو اللقب العاشر، وجد نفسه أمام أول امتحان حقيقي وأصعب ليلة في مشواره الجديد. "كأس الملك تحب المفاجآت، والعدالة أثبت أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء الكبيرة", علق د. فهد الرياضي بصدمة واضحة.
تحولت مقاهي الرياض من احتفالية متوقعة إلى صمت مطبق، والعائلات التي اجتمعت أمام الشاشات لمشاهدة بداية مسيرة الحلم العاشر شهدت بدلاً من ذلك كابوساً حقيقياً. آلاف الجماهير الهلالية غادرت الملعب قبل النهاية بدقائق، غير مصدقة لما يحدث أمام أعينها. العدالة من جهته يستعد الآن لمواجهة تاريخية في الدور التالي، بينما يعيش الهلال أصعب ليالي الموسم. رائحة خيبة الأمل ملأت أجواء الملعب، ونبضات قلوب الجماهير الهلالية توقفت للحظات في المشهد الأخير.
سقط العملاق، وولدت أسطورة جديدة في ليلة لن ينساها التاريخ. العدالة أثبت أن الأحلام تتحقق حين تصطدم بالإرادة الصلبة، بينما الهلال يبدأ رحلة البحث عن الأسباب والحلول. هل كانت هذه مجرد ليلة سيئة، أم بداية أزمة حقيقية ستهز أركان العملاق الأزرق؟ المستقبل وحده يحمل الإجابة على هذا السؤال المؤلم.