في واقعة صادمة هزت محافظة الضالع، تبخر مبلغ 25 مليون ريال يمني في لحظة خيانة واحدة، عندما أقدم شاب عشريني على سرقة مدخرات صاحب عمله الخمسيني من محل الملابس. هذا المبلغ الضخم، الذي يعادل راتب موظف حكومي لمدة 15 سنة كاملة في الظروف الحالية، اختفى بين ليلة وضحاها ليترك رجلاً في الخمسين من عمره يواجه كابوساً حقيقياً.
أبو محمد، كما يُعرف في الحي، رجل خمسيني بنى ثروته من عرق جبينه خلال ربع قرن في تجارة الملابس، لم يتخيل أن الشاب الذي وثق به وأطعمه من كده وتعبه سيطعنه في الظهر. المدعو (ص.م.ا)، البالغ من العمر 25 عاماً من منطقة الثوخب بمديرية الحشاء، استغل ثقة صاحب العمل المطلقة ليختلس مبلغاً يساوي وزن سيارة صغيرة من الأوراق النقدية. فتحي المحمدي، صاحب محل مجاور، يروي: "رأيت الشاب يتصرف بغرابة في الأيام الأخيرة، لكن لم أتوقع هذه الخيانة الكبيرة."
هذه الواقعة ليست معزولة، بل تعكس تفاقم ظاهرة خيانة الأمانة في اليمن نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة وانهيار قيمة الريال اليمني. د. عبدالله النعمي، خبير علم الاجتماع، يؤكد: "هذه الجريمة تعكس تفكك القيم في المجتمع اليمني تحت ضغط الظروف الاقتصادية الصعبة." الخبراء يحذرون من تزايد هذه الجرائم دون معالجة جذرية للأسباب الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراءها.
الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الواقعة تتجاوز الخسارة المالية، حيث زعزعت الثقة بين أصحاب الأعمال والموظفين في المنطقة. أصحاب المحلات التجارية باتوا يعيشون في قلق مستمر، والكثير منهم بدأ في تركيب كاميرات المراقبة والاعتماد على الأقارب فقط في إدارة أعمالهم. النقيب أحمد السالمي، الذي تمكن من ضبط المتهم خلال 48 ساعة، يؤكد أن "العدالة ستأخذ مجراها، لكن الأهم هو منع تكرار مثل هذه الجرائم."
رغم نجاح الشرطة في ضبط الجاني وإيداعه الحجز على ذمة القضية، تبقى الحاجة ماسة لتطوير آليات حماية أفضل للتجار الصغار وكبار السن من استغلال الموظفين عديمي الضمير. احم نفسك واستثمارك بأنظمة مراقبة ومتابعة دقيقة، فالثقة العمياء قد تكلفك ثمناً باهظاً. هل تثق في موظفيك أم تحتاج لإعادة تقييم استراتيجية الحماية في عملك؟