في 6 ساعات فقط، تحولت مدينة مودية إلى بحيرة مائية، في ظل أمطار غزيرة مفاجئة أودت بحياة الأنشطة اليومية إلى شلل تام.
الأمر لم يتوقف هنا؛ إذ أن الشوارع التي كانت جافة صباحاً أصبحت أنهاراً بحلول المساء. التوقعات تشير لاستمرار الخطر خلال الساعات القادمة، ما يجعل الوضع كارثياً بامتياز.
اجتاحت الأمطار الغزيرة مدينة مودية في محافظة أبين، مما أدى إلى تجمع المياه في شوارعها وتعطيل الحياة اليومية بالكامل لنحو 15,000 من السكان. يقول أحد الأهالي: "الوضع خطير ويتطلب تدخلاً عاجلاً". المشهد جلل بينما السيارات عالقة والأطفال خائفون من قوة الأمطار التي ضربت المنطقة بلا هوادة.
بعيداً عن اللحظة، فإن هذه الفيضانات ليست جديدة على مدينة مودية، حيث شهدت فيضانات كارثية في عام 2008 دمرت أجزاء من المحافظة. اليوم، يعود المشهد ذاته ولكن بشكل أعنف، حيث تشارك العوامل الطبيعية مع ضعف البنية التحتية ونقص نظام الصرف الجيد في تأجيج الوضع. توقعات الخبراء تشير إلى أن الطقس السيء سيستمر لأيام قادمة.
وعلى الصعيد الشخصي، يعاني السكان من تعطل المدارس وإغلاق الطرق ونقص المواد الغذائية الأساسية. الوضع الاقتصادي قد يتأزم أكثر إذا لم تتحرك الجهات المختصة بسرعة لمنع كارثة أكبر، إذ يقول أحد المواطنين "فاطمة الحسني، ربة منزل في الأربعين، شاهدت المياه تغمر منزلها لأول مرة منذ 20 عاماً". ومع كل هذه الأحداث، يبقى التضامن الشعبي هو الكلمة العليا وسط تأخر الجهات المسؤولة.
الأمطار الغزيرة تسببت في أضرار واسعة وتهدد بالمزيد إذا استمرت في الهطول دون تحرك فعال من الجهات المسؤولة. مع علامات الشحوب بادية على الوجوه، يبقى السؤال الأهم: هل ستصل المساعدات قبل أن يصبح الوضع كارثة لا يمكن السيطرة عليها؟
