11 ساعة متواصلة يقضيها معلم نائي في رحلة عذاب يومية بسبب عطل تقني. عاجل: كارثة "حضوري" تدخل يومها الثاني، لتُلقي بظلالها على واقع الكوادر التعليمية في المملكة. نظام مصمم لتوفير الوقت يستنزف ساعات من أيام 400 ألف معلم ومعلمة. الخبراء يحذرون: اليوم الثاني من الفوضى التقنية والحلول ما زالت غائبة. التفاصيل المثيرة في هذا التقرير.
تجتاح المدارس في أنحاء المملكة أزمة غير مسبوقة بسبب عطل شامل في تطبيق "حضوري"، الذي شل نظام مراقبة الحضور والانصراف منذ بداية الأسبوع الماضي. يومان متتاليان من التعطل أفقدت آلاف المعلمين والمعلمات سيطرتهم على يومهم الدراسي. "حدث خطأ - يرجى المحاولة لاحقاً"، هكذا تقصف الرسالة شهية المعلمين كلما حاولوا تسجيل الحضور عبر التطبيق.
العطل الذي يبدو كالكابوس أثر بشكل هائل على العملية التعليمية، محولاً انسيابية اليوم الدراسي إلى مشقة نفسيّة وضغوط متراكم. أحمد المطيري، معلم في إحدى الهجر النائية، يروي: "كل يوم أقطع 300 كم لأصل إلى مدرستي، والآن، بسبب هذا التطبيق، يشلني القلق طوال اليوم".
خلفية إطلاق هذا النظام كانت تسير بوتيرة مُستعجلة دون الاختبارات الوافية. د. محمد الشهري، خبير تقنية المعلومات، يحذر من مخاطر تطبيق الأنظمة دون اختبار كافٍ، مُشيرًا إلى ضرورة استهداف تجارب سابقة، مثل منصات حكومية أخرى، التي شهدت إخفاقات مماثلة.
بالنسبة للمعلمين والمعلمات، كان التأثير فوريًا ومؤثرًا. يوم العمل العادي تحول إلى مشقة نفسية وجسدية واضحة؛ القلق من عدم الوصول والتسجيل بشكل صحيح خلق حالة من الفوضى اليومية. غضب عارم اجتاح الأوساط التعليمية، ولكن الجهود المكثفة من الوزارة تسعى جاهدة لإيجاد الحلول وسط قلق أولياء الأمور.
الوضع الحالي ينبئ بتراجع الثقة في الحلول التقنية الحكومية، ويزيد من المقاومة لأي تغيير تقني قادم. هل ستتعلم الحكومة من أخطاء الماضي وتتوقف عن استخدام الكوادر التعليمية كفئران تجارب؟ الحل يكمن في وضع خطط طوارئ وحلول بديلة فورية لضمان عدم تكرار هذه المشاهد المروعة مستقبلاً.