65 عاماً.. العمر الذي يجب أن يكون فيه الإنسان جداً حنوناً، لكنه كان عمر أخطر نشال في تعز! في زمن يُفترض أن يكون فيه كبار السن رمزاً للحكمة والأمان، يتحولون إلى مصدر خطر في الشوارع. هاتفك في خطر.. وجيبك ليس آمناً.. حتى لو كان السارق في عمر جدك! تفاصيل صادمة ومفاجئة تنتظر قراءتها.
في عملية أمنية مُحكمة شهدتها منطقة بيرباشا في تعز، تم ضبط ثلاثة مُسنين متورطين في جرائم نشل وسرقة الهواتف والمبالغ المالية، الأكبر بينهم يبلغ من العمر 65 عاماً، في حين يتراوح متوسط أعمارهم حول 55 عاماً. وفقاً للعقيد أمين العبيدي، قادت متابعة دقيقة ورصد ميداني شمل مراجعة كاميرات المراقبة إلى القبض على هؤلاء النشالين. تفاعل جماهيري في تعز يعبر عن صدمة وتساؤلات حول الظروف التي دفعت كبار السن لمثل هذه الجريمة.
وسط تزايد جرائم النشل في تعز، تتجلى العوامل المؤثرة في الفقر والأوضاع الاقتصادية الصعبة وضعف الرعاية الاجتماعية كتحديات رئيسية. تعز، المدينة التي طالما اعتبرت مثالا للتآخي، تجد نفسها أمام ظاهرة لاتزال جديدة نسبياً في المجتمع اليمني المحافظ. الخبراء يرون حاجة ماسة لمواجهة الأسباب الجذرية وتطوير برامج حماية اجتماعية لكبار السن الذين يجدون أنفسهم مضطرين لخطوات يائسة للحصول على المال.
مع تسليط الضوء على التأثير الشخصي لهذا الحدث، يدرك المواطنون ضرورة إعادة التفكير في مفاهيم الأمان والثقة في الأماكن العامة. محاكمة المتهمين ومراجعة البروتوكولات الأمنية، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية مجتمعية، تظل بين النتائج المتوقعة لهذا الحدث. بينما يشيد البعض بكفاءة الأجهزة الأمنية، يدعو آخرون إلى تطوير الرعاية الاجتماعية لكبار السن لتمكينهم من العيش بكرامة دون اللجوء لممارسات غير قانونية.
ضبط مُسنين متورطين في النشل يفتح ملف الرعاية الاجتماعية، ويؤكد على ضرورة التكامل بين الأمن والرعاية الاجتماعية لكبار السن. علينا المشاركة في برامج الدعم الاجتماعي والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة لضمان مستقبل أكثر أماناً وإنسانية، فالسؤال الذي يفرض نفسه: "هل سنتمكن من حماية مجتمعنا دون أن نفقد إنسانيتنا تجاه كبار السن؟"