الرئيسية / شؤون دولية / ابعاد زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية
ابعاد زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية

ابعاد زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية

03 نوفمبر 2012 07:58 مساء (يمن برس)
يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد إلى المملكة العربية السعودية ، في أول زيارة له لبلد خليجي منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في شهر مايو/آذار الماضي.
 
وتهدف زيارته للسعودية وهو في طريقه إلى لاوس للمشاركة في القمة الأوروبيةـ الآسيوية، إعادة الرياض في قلب سياسة فرنسا في المنطقة بعد ولاية نيكولا ساركوزي التي تميزت بتقارب واضح بين باريس والدوحة.
 
وحسب "ميدل ايست اونلاين" فان هولاند قبل محطة الوقوف بجدة، سيقوم بزيارة قصيرة لبيروت لإجراء محادثات مع نظيره اللبناني ميشال سليمان ويجدّد له تضامن فرنسا مع لبنان بعد تصعيد سياسي شهدته البلاد مُؤخّرا على خلفية اغتيال مسؤول امني كبير في تفجير سيارة مفخخة في 19 تشرين الاول/اكتوبر.
 
وخلال تواجده لبضع ساعات في جدة، سيلتقي هولاند بالملك عبدالله ويتناول معه العشاء ثم الحديث خاصة حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل والنزاع في سوريا، بحسب الصحافة الفرنسية.
 
ولا بد أن العاهل السعودي والقريبين منه سيلاحظون أن أسلوب رئيس الجمهورية الفرنسية الجديد يختلف كثيرا عن أسلوب سلفه ساركوزي الرئيس "المُتململ" الذي وصفه الملك عبدالله بأنه 'جواد منطلق وجامح' مُفرط الحركة والنشاط، كما قالت لوفيغارو.
 
وكانت صحف فرنسية قد ذكرت في الماضي بأن ساركوزي أزعج مضيفيه السعوديين ببعض التصرفات غير اللائقة، مثل إظهار نعل حذائه في جلسة رسمية ورفض شرب القهوة العربية التي تعتبر من تقاليد الضيافة.
 
وسيذكّر الرئيس "العادي" السعوديين بالرئيس الأسبق، جاك شيراك، الذي كانوا يعشقونه، وسيعرف هولاند كيف ينصت إلى مضيفيه، وهذا شيء مهم في المملكة التي تطبعها التقاليد والتي تهمها أحيانا السلوكيات بقدر ما يهمها الجوهر، كما نصحه مستشاروه.
 
الرياض أولا، ولا تفريط في الدوحة
 
لكن الأهم هو أن فرنسا الاشتراكية تعتزم "الاتجاه أكثر قليلا نحو السعودية في سياستها الشرق أوسطية وأقل قليلا نحو قطر" عندما كان أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يرتبط بعلاقات "صداقة شخصية" مع ساركوزي، كما أكد الكاتب والمحلل الفرنسي جورج مالبرونو، المتخصص فى الشؤون العربية.
 
وستسعى فرنسا الاشتراكية إلى إعادة وضع السعودية، التي تنظر دائما بتعال إلى الإثارة التي تقوم بها جارتها القطرية الصغيرة، في قلب سياستها في المنطقة، لكن من دون التفريط بعلاقاتها مع قطر، بحسب مالبرونو.
 
وتأمل فرنسا الجديدة في إقامة علاقات أوثق مع الرياض حيث أن باريس تعتبر أن المملكة "لا حياد عنها في المنطقة"، كما قالت صحيفة "لاتريبون" الاقتصادية التي أعلنت كذلك عن استعداد السعودية، التي كانت فيما مضى البقرة الحلوب لرجال الصناعة الفرنسيين، لإهداء الرئيس هولاند أولى صفقاته العملاقة، والتي تقدر بحوالي مليار يورو، بعد "بضعة أسابيع" من محطة التوقف القصيرة.
 
وتفيد الصحف الفرنسية أن الرئيس هولاند سيقوم بزيارة رسمية إلى الرياض بداية 2013، ستكون بداية دفعة سياسية في علاقة لها جانب اقتصادي قوي مع بلد يقطنة 25 مليون مستهلك ... مقابل حوالي 300 ألف بالكاد في قطر.
 
كما تركّز الصحف على "تطابق وجهات النظر" بين باريس والرياض، خاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا، وهما الملفان اللذان يتصدران أولويات الدبلوماسية السعودية. وتشير الصحف إلى أن الحزم الفرنسي الشديد تجاه الطموحات النووية لطهران من شأنه أن يبعث على ابتهاج الرياض.
 
وبشأن سوريا، تبذل كل من فرنسا والسعودية جهدا مضنيا لإقصاء بشار الأسد عن الحكم.
 
لكن الفارق هو في الوسائل، كما بين مالبرونو: فالرياض تفضل تسليحا مكثفا للمتمردين لقلب علاقة القوى ميدانيا، بينما ترى باريس أنها مبادرة خطيرة ولكن ليس مبالغا فيها، لا سيما وأن هولاند ومستشاريه لا يجهلون أن إعادة إعمار سوريا بعد الأسد لن تكون ممكنة سوى بفضل أموال الخليج، وبصفة أساسية الأموال السعودية... والقطرية.
شارك الخبر