تواجه ثلاث دول في المنطقة موجة طقس استثنائية تسببت في هطول 70 ملليمتر من الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى تضرر 20 طريقاً رئيسياً وتهديد مباشر لسلامة المواطنين والمسافرين عبر هذه الشرايين الحيوية.
أعلنت السلطات المحلية في الدول المتضررة حالة التأهب القصوى لمواجهة التداعيات الخطيرة لهذه وعورة الطرق تعيق وصول المساعدات للمتضررين من زلزال أفغانستان، حيث تشهد المنطقة ظروفاً جوية قاسية لم تشهدها منذ سنوات طويلة.
وأشارت الأرصاد الجوية إلى أن كمية الأمطار المسجلة البالغة 70 ملليمتر خلال فترة زمنية قصيرة تُعتبر ضعف المعدل الطبيعي المتوقع في هذا الوقت من العام. هذا التساقط الكثيف تسبب في تجمع مياه الأمطار على الطرق الرئيسية، مما جعل حركة المرور شديدة الخطورة ويتطلب إجراءات احترازية عاجلة من قِبل السائقين.
السلطات المختصة في إدارة الطرق والمواصلات أكدت أن 20 طريقاً حيوياً تضررت بدرجات متفاوتة، تراوحت بين الأضرار الطفيفة في طبقة الأسفلت وحتى الانهيارات الجزئية في بعض المقاطع الجبلية. وأضافت أن فرق الطوارئ انتشرت على مدار الساعة لتقييم الأضرار وإجراء الإصلاحات العاجلة اللازمة لضمان استمرارية حركة النقل.
من جانبها، دعت وزارات النقل في الدول المتأثرة المواطنين إلى تجنب السفر غير الضروري خلال الفترة الحالية، خاصة عبر الطرق الجبلية والوديان التي تشهد تجمعاً كبيراً للمياه. كما نصحت بضرورة فحص المركبات قبل الانطلاق والتأكد من سلامة الإطارات والمكابح لمواجهة ظروف القيادة الصعبة.
خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن موجة الحر عام 2023 قلصت امتصاص المحيطات للكربون بنسبة 10% قد تستمر لعدة أيام قادمة، مما يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية مشددة. وأكدوا أن هذه الظاهرة الجوية تندرج ضمن التقلبات المناخية المتطرفة التي تشهدها المنطقة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
فيما يتعلق بالتأثيرات الاقتصادية، أشارت تقديرات أولية إلى أن توقف حركة النقل على الطرق المتضررة قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة في قطاعات التجارة والنقل. الشركات العاملة في مجال الشحن والتوصيل اضطرت لتعديل خططها اللوجستية واستخدام طرق بديلة أطول وأكثر تكلفة.
أما بالنسبة للمناطق الريفية والنائية، فإن انقطاع الطرق يعني صعوبة في وصول الخدمات الأساسية والمساعدات الطبية العاجلة. السلطات المحلية أعلنت عن تفعيل خطط الطوارئ البديلة، بما في ذلك استخدام المروحيات لنقل الحالات الطارئة والمواد الأساسية للمناطق المعزولة.
وحول التدابير الوقائية المتخذة، كشفت مصادر مسؤولة عن نشر فرق متخصصة لمراقبة مستوى المياه في الأودية والمناطق المنخفضة، حيث يمكن أن تتشكل فيضانات مفاجئة تهدد سلامة المواطنين. كما تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة لاستقبال الأشخاص الذين قد يضطرون لترك منازلهم في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
التوقعات الجوية تشير إلى احتمالية استمرار الأمطار المتقطعة خلال الأيام القادمة، وإن كانت بكثافة أقل من المسجلة حالياً. الخبراء ينصحون المواطنين بمتابعة النشرات الجوية باستمرار والالتزام بالتعليمات الصادرة من السلطات المختصة لتجنب المخاطر المحتملة.
في السياق ذاته، أكدت شركات التأمين استعدادها لتقييم الأضرار المادية الناجمة عن الأحوال الجوية السيئة، سواء كانت أضراراً في المركبات أو الممتلكات الخاصة. وحثت أصحاب المركبات على توثيق أي أضرار بالصور والإبلاغ عنها فوراً لتسهيل إجراءات التعويض.
من الناحية الفنية، أوضح مهندسو الطرق أن معظم الأضرار المسجلة كانت نتيجة عدم قدرة شبكات الصرف الحالية على التعامل مع الكميات الاستثنائية من مياه الأمطار. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول ضرورة تطوير البنية التحتية لمواجهة التحديات المناخية المستقبلية بشكل أكثر فعالية.
الجهات المعنية بإدارة الأزمات أكدت أن خطط الاستجابة للطوارئ أثبتت فعاليتها في احتواء الأضرار ومنع تفاقم الوضع. كما أشادت بالتعاون الإيجابي من قِبل المواطنين في الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة، مما ساهم في تقليل المخاطر المحتملة على الأرواح والممتلكات.