تستعد دولة الإمارات لبدء موسم الصفرية غداً السبت 6 سبتمبر، إيذاناً بانتهاء حرارة القيظ والانتقال التدريجي نحو الخريف، وسط تحذيرات من خبراء الأرصاد من تقلبات جوية حادة قد تشمل أمطاراً غزيرة وعواصف رعدية خلال الأسابيع المقبلة.
يتزامن هذا الموسم المهم في التقويم التراثي الإماراتي مع طلوع منزلة "الجبهة"، أولى منازل فصل الخريف، ويمتد لـ40 يوماً حتى 15 أكتوبر المقبل، وفقاً لما أكده إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك.
ويحذر المركز الوطني للأرصاد من تقلبات جوية مفاجئة خلال هذه الفترة الانتقالية، حيث تُتوقع أمطار وعواصف رعدية تطال أجزاء واسعة من الدولة، خاصة المناطق الغربية والجبلية. وقد شهدت مناطق متفرقة بالإمارات خلال الأيام الماضية عواصف مطرية مصحوبة بالبرد والرياح القوية.
وأوضح الدكتور أحمد حبيب، خبير الأرصاد في المركز الوطني، أن هذه التغيرات المناخية ترتبط بنظام ضغط جوي منخفض قوي يؤثر على المنطقة. وقال: "نحن حالياً تحت تأثير منخفض جوي عميق يمتد للطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهو ما يزيد حالة عدم الاستقرار الجوي".
وتمثل فترة الصفرية مرحلة انتقالية حرجة بين نهاية الصيف وبداية الشتاء، حيث تستمر درجات الحرارة مرتفعة نهاراً بينما تبدأ برودة نسبية في ساعات الفجر. كما تشهد الفترة ارتفاعاً في معدلات الرطوبة مما يؤدي لتشكل الضباب والندى في الصباح الباكر.
ومن المتوقع أن تنشط خلال هذا الموسم الرياح الجنوبية الشرقية الرطبة، مما يساهم في تكوين السحب الركامية التي تؤثر على المناطق الجبلية مثل جبال الحجر في الإمارات وعُمان. هذه السحب قادرة على إنتاج أمطار غزيرة مصحوبة بالرعد والبرق، وأحياناً تساقط البَرَد.
وحذر خبراء الأرصاد من أن هذه الفترة الانتقالية تتميز بتقلبات جوية سريعة وغير متوقعة. فقد يشهد اليوم الواحد ضباباً في الصباح، ثم أمطاراً غزيرة وعواصف رعدية بعد الظهر، تليها عواصف ترابية مساءً. هذا التباين الشديد في الأحوال الجوية خلال ساعات قليلة يُعتبر السمة المميزة لموسم الصفرية.
ويُنصح السكان وقائدو المركبات بتوخي الحذر الشديد خلال هذه الفترة، خاصة عند التخطيط للرحلات أو الأنشطة الخارجية. فالتغيرات المناخية المفاجئة قد تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية بسبب الغبار أو الأمطار الغزيرة، كما قد تتسبب في جريان الأودية والشعاب في المناطق الجبلية.
ويؤكد خبراء الأرصاد أن الفارق الحراري بين النهار والليل خلال موسم الصفرية يلعب دوراً مهماً في زيادة حالة عدم الاستقرار الجوي. فبينما ترتفع درجات الحرارة نهاراً، يتحرك الهواء البارد من البحر ليلاً نحو الداخل، مما يخلق حالة من التضارب الجوي تؤدي للتقلبات المفاجئة.
وستشهد منطقة الخليج العربي خلال الأسابيع المقبلة نشاطاً في تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب للتيارات الهوائية المختلفة، حيث تلتقي كتل هوائية متباينة الخصائص مما يزيد من احتمالية تكون السحب العاصفية والأمطار الرعدية.
وتحمل هذه الفترة أهمية خاصة للقطاع الزراعي، حيث تمثل بداية الموسم الزراعي الخريفي. فمع حلول أكتوبر، تبدأ عمليات نقل الفسائل والأشتال إلى التربة الدائمة، كما تُزرع البذور في المشاتل المحمية تجنباً لأشعة الشمس القوية والرياح الجافة المتبقية من الصيف.
وبحلول منتصف موسم الصفرية في أكتوبر، تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض بشكل أوضح، مع الشعور بالبرودة في ساعات الفجر. كما تنشط رياح "الأكيذب" والرياح الشمالية التي تجلب السحب من الشمال، مما يُسرع من التغيير المناخي نحو الخريف.
واشتق اسم "الصفرية" من كلمة "الصِّفر" التي تعني البداية أو العدّ الأول عند العرب. كما يُقال إنها سُميت بذلك نسبة لموسم الارتحال من المحاضر إلى البوادي، حيث تُصبح الديار "صفراء" أي فارغة بسبب ترحال الناس بحثاً عن المطر والكلأ في المناطق الصحراوية.