تبدأ الفنانة المصرية سهر الصايغ يومها بارتداء البدلة البيضاء وإمساك الأدوات الطبية في مستشفى قصر العيني بوسط القاهرة، قبل أن تنتقل لاحقاً لتجسيد شخصيات درامية أمام الكاميرات، في توازن نادر بين عالمين مختلفين تماماً.
رغم تحقيقها نجاحاً كبيراً في دور "الصعيدية الشريرة" خلال موسم رمضان 2025، تصر الفنانة على مواصلة عملها كطبيبة أسنان، رافضة التخلي عن مهنتها الأولى التي بدأتها قبل دخولها عالم الفن.
تكشف صور نشرتها عبر حسابها على إنستغرام وهي ترتدي الزي الطبي الأبيض أثناء عملها في المستشفى، عن جانب آخر من شخصيتها المتعددة الأوجه. هذه الصور لاقت تفاعلاً واسعاً من متابعيها، حيث أشاد الكثيرون بقدرتها الاستثنائية على الموازنة بين التزاماتها الطبية ومسيرتها الفنية المتصاعدة.
وفي مقابلات سابقة، كشفت الصايغ عن فلسفتها الخاصة في الحياة، مؤكدة أن حبها العميق لمهنة الطب وصعوبة التخلي عن سنوات من الدراسة والتخصص يدفعانها للاستمرار في هذا المجال. تضيف أن "الجمع بين الطب والتمثيل يمنحني توازناً في شخصيتي ويحافظ على بساطتي وتواضعي".
ترى الفنانة أن مهنة طب الأسنان تحمل بُعداً فنياً مماثلاً للتمثيل، فهي تساهم في تجميل ابتسامة المريض وتعزيز ثقته بنفسه، مما يجعلها تشعر بالرضا عن تقديم خدمة حقيقية ومفيدة للآخرين. هذا التقارب بين المهنتين يساعدها في الحفاظ على شغفها تجاه كليهما دون تفضيل إحداهما على الأخرى.
موقف سهر من عمليات التجميل يعكس فلسفتها المتوازنة في الحياة، فرغم عملها كطبيبة أسنان واعترافها بوجود عيوب في أسنانها، ترفض إجراء عمليات تجميلية "لمجرد الشكل". تبرر هذا الموقف بأن الأسنان الطبيعية لا تُعوض ويجب الحفاظ عليها، كما أن تجنب التعديلات الجمالية قد يساعدها في الحصول على أدوار تمثيلية تتطلب ملامح طبيعية معينة.
التوازن بين المهنتين لا يخلو من التحديات، حيث تعترف الصايغ بأن "الجمع ليس بالأمر السهل"، لكنها تجد فيه مصدر قوة وإلهام. فالانتقال من بيئة المستشفى المليئة بالمسؤوليات الطبية إلى عالم الكاميرات والإبداع الفني يمنحها تنوعاً في التجارب ويثري شخصيتها الإنسانية والمهنية.
بعض متابعيها عبروا عن دهشتهم من إصرارها على عدم اعتزال الطب، معتبرين أن التفرغ للتمثيل سيوفر لها وقتاً وجهداً أكبر لتحقيق المزيد من النجاحات الفنية. لكن سهر تؤكد أن هذا التنوع هو سر قوتها وليس عبئاً عليها.
جذور هذا التوازن تعود إلى بداية مسيرتها الفنية المبكرة، حين بدأت التمثيل وهي في التاسعة من عمرها عام 1999، عندما جسدت شخصية كوكب الشرق كطفلة في مسلسل "أم كلثوم" الشهير. هذه البداية المبكرة علمتها كيفية إدارة أكثر من مسؤولية في الوقت نفسه، مهارة استفادت منها لاحقاً في الجمع بين الطب والفن.