نجحت مؤسسة الصفوة للتنمية في تحقيق إنجاز تقني واجتماعي مهم من خلال تشغيل أكبر محطة خيرية لتحلية مياه الشرب تعمل بالطاقة الشمسية في مديرية الشيخ عثمان بعدن، والتي تضخ 72,000 لتر من المياه النقية يومياً رغم الانقطاعات الطويلة للكهرباء التي تصل إلى 8 ساعات متواصلة.
تستطيع المحطة الجديدة إنتاج حوالي 3,000 لتر من المياه المحلاة كل ساعة، معتمدة على منظومة متطورة من الألواح الشمسية التي تضمن استمرارية الإنتاج دون انقطاع. هذا الإنجاز يأتي في وقت تعاني فيه العاصمة المؤقتة من أزمة كهرباء خانقة، حيث يحصل السكان على ساعتين فقط من التيار الكهربائي مقابل 8 ساعات انقطاع متواصل.
جُهزت المحطة بأربعة خزانات رئيسية تبلغ سعتها الإجمالية أكثر من 17 ألف لتر، مما يسمح بتخزين كميات كبيرة من المياه المعالجة وفصلها عن المياه الخام بكفاءة عالية. كما رُبطت المنظومة مباشرة بالبئر الارتوازية التابعة لمسجد العيدروس لضمان التغذية المستمرة للمحطة وعدم توقف عملية الإنتاج.
يُوزع إنتاج المحطة من المياه النقية مجاناً على عابري السبيل والأسر المحتاجة في المنطقة، بالإضافة إلى تزويد المساجد والمدارس المحيطة في مديرية الشيخ عثمان. هذا المشروع الإنساني يمثل نموذجاً للحلول المبتكرة التي تلبي الاحتياجات الأساسية للمجتمع بطرق مستدامة وصديقة للبيئة.
تبرز أهمية هذا المشروع في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المدينة، خاصة مع تدهور الأوضاع الخدمية وانقطاع الكهرباء المزمن الذي يؤثر على جميع مناحي الحياة. فبينما يعاني السكان من ساعات "الطافي" الطويلة التي تصل إلى 8 ساعات متواصلة، تقدم محطة التحلية الشمسية حلاً عملياً يضمن توفر المياه النقية بشكل مستمر.
يندرج هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات الإنسانية والتنموية التي نفذتها مؤسسة الصفوة للتنمية، والتي تؤكد من خلالها التزامها بتقديم حلول مستدامة تخدم المجتمع المحلي. المؤسسة تواصل جهودها في إيجاد بدائل تقنية متطورة تساعد في مواجهة الأزمات الخدمية التي تعصف بالمنطقة.
تعتمد تقنية المحطة على الاستفادة المثلى من أشعة الشمس المتوفرة بكثرة في المنطقة، مما يجعلها مصدراً موثوقاً للطاقة لا يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي أو نقص الوقود. هذا النهج المبتكر يمكن أن يكون نموذجاً يُحتذى به في مناطق أخرى تعاني من مشاكل مشابهة في البنية التحتية.
يأتي تشغيل هذه المحطة في وقت تشهد فيه عدن تحركات متعددة لمعالجة أزمة الكهرباء، بما في ذلك البحث عن دعم خارجي من دول مثل الصين لتطوير القطاع الطاقوي. إلا أن المشاريع المحلية مثل محطة تحلية المياه الشمسية تثبت إمكانية إيجاد حلول ذاتية مستدامة تخدم المجتمع دون الحاجة للاعتماد على مصادر خارجية معقدة.
بتمويل من فاعل خير محلي، تمكنت المؤسسة من إثبات أن المبادرات الفردية والمجتمعية يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس، خاصة عندما تتبنى تقنيات حديثة وصديقة للبيئة. هذا النموذج يمكن أن يلهم مشاريع مماثلة في مناطق أخرى تواجه تحديات مشابهة في توفير المياه النقية والطاقة.