الرئيسية / شؤون محلية / اكتشاف مذهل: العلماء يجدون شفرة السبات الشتوي في جيناتنا بتطبيقات طبية واعدة
اكتشاف مذهل: العلماء يجدون شفرة السبات الشتوي في جيناتنا بتطبيقات طبية واعدة

اكتشاف مذهل: العلماء يجدون شفرة السبات الشتوي في جيناتنا بتطبيقات طبية واعدة

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 أغسطس 2025 الساعة 03:50 صباحاً

كشف فريق بحثي دولي عن اكتشاف مذهل يمكن أن يغير فهمنا للإمكانات المخفية في جسم الإنسان، حيث توصلوا إلى وجود شفرة جينية كاملة للسبات الشتوي مخزنة داخل الحمض النووي البشري، مما يفتح آفاقاً واسعة لتطوير علاجات طبية ثورية قد تقلب المفاهيم التقليدية للطب الحديث.

نشرت مجلة ساينس المرموقة دراسة تؤكد أن البشر يحملون في تركيبتهم الجينية منطقة تُعرف باسم FTO، وهي المنطقة نفسها المسؤولة عن قدرات السبات الاستثنائية لدى الحيوانات مثل السناجب والدببة.

تشير الباحثة سوزان شتاينواند إلى أن هذه الجينات تمنح "قوى خارقة ذات أهمية حيوية" للكائنات التي تستطيع تفعيلها، وأن البشر يمتلكون الأساس الجيني المطلوب تماماً، لكن الحاجة تكمن في فهم آليات التحفيز والتنشيط. فمنطقة FTO، التي ارتبطت تقليدياً بمشاكل البدانة لدى الإنسان، تلعب في الواقع دوراً محورياً في التكيف مع ظروف السبات، من خلال تحسين عمليات تخزين الدهون وإبطاء معدلات حرقها بشكل استراتيجي.

استخدم الباحثون تقنية كريسبر المتقدمة لتعديل الحمض النووي في الفئران المخبرية، وحققوا نتائج مثيرة للغاية. لاحظ العلماء تغييرات جذرية في سلوك الحيوانات المعدلة جينياً، حيث تمكن بعضها من زيادة الوزن بمعدلات سريعة وملحوظة، بينما نجح آخرون في إبطاء عمليات الأيض الخاصة بهم لدرجات استثنائية. الأهم من ذلك، استطاعت مجموعة من الفئران البقاء في حالة خمول عميق لفترات مطولة دون تسجيل أي آثار جانبية ضارة على وظائفها الحيوية.

يؤكد فريق البحث أن التطبيقات المحتملة لهذا الاكتشاف تتجاوز بكثير إمكانية الدخول في سبات شتوي كامل، وتتوسع لتشمل مجالات طبية واسعة وواعدة. يتوقع العلماء أن تسهم هذه الجينات في تطوير علاجات فعالة للأمراض العصبية المستعصية مثل الزهايمر، بالإضافة إلى إحداث نقلة في علاج مرض السكري وتحسين عمليات التعافي من الإصابات الدماغية الخطيرة.

تركز الجهود البحثية الحالية على تطوير أدوية مستقبلية قادرة على تحفيز هذه الخصائص الجينية النائمة، مما سيسمح للبشر باستكشاف قدرات مذهلة مخفية في أعماق أجسامهم منذ آلاف السنين. يبقى السؤال المثير: إذا كان التطور الطبيعي قد ضمّن هذه الشفرة السرية في تركيبتنا الجينية، فما التحولات الثورية التي ستحدث حين نتمكن من فك رموزها وتفعيلها بالكامل؟

شارك الخبر