يعتقد أن اليهود وصلوا إلى اليمن في عام 900 قبل الميلاد بعد تلقيهم أمراً من الملك سليمان للبحث عن الذهب والفضة لبناء الهيكل ويعتقد ويعتقد يهود يمنيون أيضاً أن اليهود الأوائل هاجروا إلى اليمن بعد سماعهم عن قرب الانهيار للهيكل الأول الذي حدث في عام 586.
وقد عومل اليهود في فترات طويلة كمواطنين من الدرجة الثانية ونظر إليهم كمنبوذين وفي عام 1679 طرد قسم كبير من أبناء الجالية اليهودية ولكنه بعد عام واحد طلب منهم العودة بعد الصعوبات التي تعرض لها الاقتصاد اليمني آنذاك حيث كان اليهود يتمتعون بمهارات حرفية وصناعية مهنية وفي عام 1882 أنطلقت أول موجة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين وفي عام 1647 حدثت أعمال شغب في عدن أسفرت عن وقوع مذبحة دموية قتل خلالها 82 يهودياً كما تم تدمير عدد من منازلهم وإحراق محلاتهم التجارية وبعد إعلان الدولة اليهودية على أرض فلسطين 1948 و1950م عن طريق الجو من عدن إلى إلى إسرائيل في عملية عرفت بـعملية البساط السحري وبعد تلك العملية الكبيرة تلتها عمليات هروب سرية لليهود اليمنيين ولكن ليس إلى إسرائيل مباشرة وإنما عبر أمريكا.
ونشطت الوكالات اليهودية في تهجير من تبقى منهم عبر إغراءهم بالعيش الوثير والرفاهية في أمريكا, لكن هذه المحاولات لم تكن تخلو من عمليات خداع تعرض لها الكثير من اليهود اليمنيين بعد خروجهم من اليمن حيث يتم استدراجهم إلى نيويورك ومن ثم إلى تل ابيب ومنها قصة نعامة النهاري وأولادها الخمسة الذين استطاع ناشطون أمريكيون يهود في إقناعهم برفاهية العيش التي سيوفروها لهم في مدينة هونس الأمريكية ولكنهم حين وصلوا إلى هناك أدركوا أهم وقعوا في فخ جماعة دينية صهيونية تعارض قيام دولة إسرائيل فوضعوا نعامة وأولادها في منزل قديم وكانوا لا يمنحونهم إلا النذر القليل من الطعام.. مما أضطر الأسرة إلى الهروب سراً إلى إسرائيل ولكن ما الذي يجده اليهود اليمنيين في الطوائف الأخرى هناك وهل حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم أم لا.
الحقيقة أن اليهود اليمنيين ينقسمون في إسرائيل إلى قسمين هما مهاجرون قداما وهم أولئك الذين نقلوا إلى اسرائيل في عام 49 وسكنوا في قرية واشتغلوا في الزراعة ولكنهم كانوا محتقرين من الطوائف الأخرى ومهاجرون جدد وهم المهاجرون في العقدين الآخيرين طبعاً بعض المحافظين من اليهود ليرى أن حياة اليهود في اليمن افضل لأنهم استطاعوا أن يحافظوا على تربية أبنائهم التربية الدينية الصحيحة, حسب قولهم سالم حداد اليهودي من أصول يمنية والذي قال أن الحياة في إسرائيل تدمر الاحترام والإيمان ومخافة الله حسب رأيه ويحتفظ يهود اليمن هنا بكتب التوراة القديمة وتفاسيرها اليمنية والتي عمرها مئات السنين.
أما حياتهم اليومية فتختلف عن حياة المهاجرين القداما عن المهاجرين الجدد..فاليهود اليمنيين الذي هاجروا إلى إسرائيل خلال عقد التسعينات والعقد الأول من القرن الحالي تم تسكينهم في حي (أوشيوت) في مدينة (رحو فوت) وفي هذا الحي اليهودي اليمني كل شئ يبدو في ظاهره إسرائيلياً خلال فترة الصباح ثم يتحول حي أوشيوت إلى حارة في شعوب بصنعاء فنادراً نجد رجالا يسيرون في الشوارع أو يجلسون في استراحة الحي فما أن تبدو شمس الأصيل بالتدحرج نحو الغرب حتى يبدأ البرنامج اليومي لليمنيين هناك مع تخزينة القات والترجيلة في مجالس جماعية او منفردة في الديوان المخصص لتناول القات موجود في كل منزل وشجرة القات مزروعة في الاحواش. فيما النساء يلجأن أيضاً إلى غرفة خاصة لتبادل الأحاديث عن الأبناء والحياة والذكريات.
وفي هذا الحي ما يزال كبار السن ممسكين بعاداتهم وتقاليدهم ونظرتهم إلى المرأة بل أن بعضهم مازال يمنعها من مشاهدة التلفاز حتى لا تتدهور أخلاقها ويدخلون في خلافات مع جيرانهم اليهود المنحدرين من دول منفتحة فيحاولون منع بناتهم من الحديث مع أبناء هؤلاء أو السير معهم وأجبروا السلطة هناك على فتح مدارس خاصة بالإناث بعد أن هددوا بحرمانهن من التعليم إذا لم يتم تلبية طلبهم ذلك.
وبفضل تماسكهم ووجودهم في حي واحد بنوا لأنفسهم يمناً صغير ونقلوا المطبخ اليمني إلى هناك وترتيب المنازل وعادات الأكل والذبح وكما قلنا أيضاً تخزين القات وكل هذه العادات سببت لهم مشاكل كثيرة مع اليهود من الجاليات الأخرى وأكثر ما يشكو من كبار السن في الحي اليمني هو عدم قدرتهم الزواج من امرأة ثانية لأن القانون الإسرائيلي يمنع ذلك فلا يوجد رجل لديه زوجتين إلا أولئك الذين دخلوا إسرائيل وهم متزوجين بأكثر من واحدة فهؤلاء مستبعدون من القانون.
أما النساء الكبيرات في السن فهن اكثر حنيناً الى اليمن حيث لم يستطعن التكيف مع الواجبات الإسرائيلية ويتذكرون الخبز والخميرة والتنور بالإضافة إلى عدم إجادتهن اللغة كما ينبغي وأن كن أفضل حالا من الرجال لأنهن تفرغن لذلك لكن الرجال الكبار في السن وجدوا صعوبةً في الجمع بين العمل ودراسة اللغة .
وفي سياغ الحديث عن الحنين إلى الوطن الأم نذكر هناك تلك المرأة التي تناقلت وسائل الأعلام قصتها في رغبتها للعودة إلى اليمن بعد عام من وصولها إسرائيل ونعني بها لوزة النهاري التي تعود أصولها إلى منطقة خولان بمحافظة صنعاء وانتقلت إلى منطقة ريدة بعد زواجها وقد توفي زوجها بحادث حريق وتزوجت اثنتان من بناتها بعد إسلامها بشابين من أبناء القبائل .
أما عن جيل الشباب ممن ولدوا في إسرائيل أو لمن هاجروا وهم صغار في السن فقد أندمج كثيرون منهم في المجتمع الاسرائلي رغم القيود التي يفرضها الأباء وخصوصاً على الفتيات حيث يقومون بمنعهن من الخروج أو حتى الزواج من غير اليهود اليمنيين .
وتروي الشابة سمحا 24 عاما صعوباتها في الحياة وهي من ضمن الـ800 الذين هاجروا أوائل التسعينات إلى إسرائيل حيث تقول أنها تعيش حالة تناقض بين حياتها في المنزل وحياتها في الشارع والعمل وقالت أنها وصلت إلى حالة إحباط وتركت عملها بعد ستة أشهر من حصولها عليه وذلك لأن العمل يفرض عليها ارتداء لباس معين فيما قناعتها ورغبت أسرتها تتعارض مع ذلك وقالت الحياة في إسرائيل ليست سهلة ولا يفرقون بين الذكر والأنثى فعلى الجميع ان يعمل ولكي تثبت وجودك وتجد لك فرصة نجاح عليك أن تعمل ليل نهار وتتعب وإلا ستعيش كالحيوان معتمداً على مساعدة الدولة التي تقدم ما يسد رمقك في الأكل والشرب والسكن فقط, وعن ذكريات طفولتها في اليمن قالت أنها لا تتذكر الشئ الكثير لكنها تحرص على سماع الكثير من الاحاديث عن اليمن وعن العلاقات الاجتماعية المتميزة هنا وحياة الناس وتربيتهم للحيوان وتشتاق إلى ذلك كثيراً وما تتذكره عن اليمن يوم سفرها الذي لم تعلم به إلا قبل يوم واحد وارتدائها الملابس الجديدة قبل مغادرة المنزل .
وقد عومل اليهود في فترات طويلة كمواطنين من الدرجة الثانية ونظر إليهم كمنبوذين وفي عام 1679 طرد قسم كبير من أبناء الجالية اليهودية ولكنه بعد عام واحد طلب منهم العودة بعد الصعوبات التي تعرض لها الاقتصاد اليمني آنذاك حيث كان اليهود يتمتعون بمهارات حرفية وصناعية مهنية وفي عام 1882 أنطلقت أول موجة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين وفي عام 1647 حدثت أعمال شغب في عدن أسفرت عن وقوع مذبحة دموية قتل خلالها 82 يهودياً كما تم تدمير عدد من منازلهم وإحراق محلاتهم التجارية وبعد إعلان الدولة اليهودية على أرض فلسطين 1948 و1950م عن طريق الجو من عدن إلى إلى إسرائيل في عملية عرفت بـعملية البساط السحري وبعد تلك العملية الكبيرة تلتها عمليات هروب سرية لليهود اليمنيين ولكن ليس إلى إسرائيل مباشرة وإنما عبر أمريكا.
ونشطت الوكالات اليهودية في تهجير من تبقى منهم عبر إغراءهم بالعيش الوثير والرفاهية في أمريكا, لكن هذه المحاولات لم تكن تخلو من عمليات خداع تعرض لها الكثير من اليهود اليمنيين بعد خروجهم من اليمن حيث يتم استدراجهم إلى نيويورك ومن ثم إلى تل ابيب ومنها قصة نعامة النهاري وأولادها الخمسة الذين استطاع ناشطون أمريكيون يهود في إقناعهم برفاهية العيش التي سيوفروها لهم في مدينة هونس الأمريكية ولكنهم حين وصلوا إلى هناك أدركوا أهم وقعوا في فخ جماعة دينية صهيونية تعارض قيام دولة إسرائيل فوضعوا نعامة وأولادها في منزل قديم وكانوا لا يمنحونهم إلا النذر القليل من الطعام.. مما أضطر الأسرة إلى الهروب سراً إلى إسرائيل ولكن ما الذي يجده اليهود اليمنيين في الطوائف الأخرى هناك وهل حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم أم لا.
الحقيقة أن اليهود اليمنيين ينقسمون في إسرائيل إلى قسمين هما مهاجرون قداما وهم أولئك الذين نقلوا إلى اسرائيل في عام 49 وسكنوا في قرية واشتغلوا في الزراعة ولكنهم كانوا محتقرين من الطوائف الأخرى ومهاجرون جدد وهم المهاجرون في العقدين الآخيرين طبعاً بعض المحافظين من اليهود ليرى أن حياة اليهود في اليمن افضل لأنهم استطاعوا أن يحافظوا على تربية أبنائهم التربية الدينية الصحيحة, حسب قولهم سالم حداد اليهودي من أصول يمنية والذي قال أن الحياة في إسرائيل تدمر الاحترام والإيمان ومخافة الله حسب رأيه ويحتفظ يهود اليمن هنا بكتب التوراة القديمة وتفاسيرها اليمنية والتي عمرها مئات السنين.
أما حياتهم اليومية فتختلف عن حياة المهاجرين القداما عن المهاجرين الجدد..فاليهود اليمنيين الذي هاجروا إلى إسرائيل خلال عقد التسعينات والعقد الأول من القرن الحالي تم تسكينهم في حي (أوشيوت) في مدينة (رحو فوت) وفي هذا الحي اليهودي اليمني كل شئ يبدو في ظاهره إسرائيلياً خلال فترة الصباح ثم يتحول حي أوشيوت إلى حارة في شعوب بصنعاء فنادراً نجد رجالا يسيرون في الشوارع أو يجلسون في استراحة الحي فما أن تبدو شمس الأصيل بالتدحرج نحو الغرب حتى يبدأ البرنامج اليومي لليمنيين هناك مع تخزينة القات والترجيلة في مجالس جماعية او منفردة في الديوان المخصص لتناول القات موجود في كل منزل وشجرة القات مزروعة في الاحواش. فيما النساء يلجأن أيضاً إلى غرفة خاصة لتبادل الأحاديث عن الأبناء والحياة والذكريات.
وفي هذا الحي ما يزال كبار السن ممسكين بعاداتهم وتقاليدهم ونظرتهم إلى المرأة بل أن بعضهم مازال يمنعها من مشاهدة التلفاز حتى لا تتدهور أخلاقها ويدخلون في خلافات مع جيرانهم اليهود المنحدرين من دول منفتحة فيحاولون منع بناتهم من الحديث مع أبناء هؤلاء أو السير معهم وأجبروا السلطة هناك على فتح مدارس خاصة بالإناث بعد أن هددوا بحرمانهن من التعليم إذا لم يتم تلبية طلبهم ذلك.
وبفضل تماسكهم ووجودهم في حي واحد بنوا لأنفسهم يمناً صغير ونقلوا المطبخ اليمني إلى هناك وترتيب المنازل وعادات الأكل والذبح وكما قلنا أيضاً تخزين القات وكل هذه العادات سببت لهم مشاكل كثيرة مع اليهود من الجاليات الأخرى وأكثر ما يشكو من كبار السن في الحي اليمني هو عدم قدرتهم الزواج من امرأة ثانية لأن القانون الإسرائيلي يمنع ذلك فلا يوجد رجل لديه زوجتين إلا أولئك الذين دخلوا إسرائيل وهم متزوجين بأكثر من واحدة فهؤلاء مستبعدون من القانون.
أما النساء الكبيرات في السن فهن اكثر حنيناً الى اليمن حيث لم يستطعن التكيف مع الواجبات الإسرائيلية ويتذكرون الخبز والخميرة والتنور بالإضافة إلى عدم إجادتهن اللغة كما ينبغي وأن كن أفضل حالا من الرجال لأنهن تفرغن لذلك لكن الرجال الكبار في السن وجدوا صعوبةً في الجمع بين العمل ودراسة اللغة .
وفي سياغ الحديث عن الحنين إلى الوطن الأم نذكر هناك تلك المرأة التي تناقلت وسائل الأعلام قصتها في رغبتها للعودة إلى اليمن بعد عام من وصولها إسرائيل ونعني بها لوزة النهاري التي تعود أصولها إلى منطقة خولان بمحافظة صنعاء وانتقلت إلى منطقة ريدة بعد زواجها وقد توفي زوجها بحادث حريق وتزوجت اثنتان من بناتها بعد إسلامها بشابين من أبناء القبائل .
أما عن جيل الشباب ممن ولدوا في إسرائيل أو لمن هاجروا وهم صغار في السن فقد أندمج كثيرون منهم في المجتمع الاسرائلي رغم القيود التي يفرضها الأباء وخصوصاً على الفتيات حيث يقومون بمنعهن من الخروج أو حتى الزواج من غير اليهود اليمنيين .
وتروي الشابة سمحا 24 عاما صعوباتها في الحياة وهي من ضمن الـ800 الذين هاجروا أوائل التسعينات إلى إسرائيل حيث تقول أنها تعيش حالة تناقض بين حياتها في المنزل وحياتها في الشارع والعمل وقالت أنها وصلت إلى حالة إحباط وتركت عملها بعد ستة أشهر من حصولها عليه وذلك لأن العمل يفرض عليها ارتداء لباس معين فيما قناعتها ورغبت أسرتها تتعارض مع ذلك وقالت الحياة في إسرائيل ليست سهلة ولا يفرقون بين الذكر والأنثى فعلى الجميع ان يعمل ولكي تثبت وجودك وتجد لك فرصة نجاح عليك أن تعمل ليل نهار وتتعب وإلا ستعيش كالحيوان معتمداً على مساعدة الدولة التي تقدم ما يسد رمقك في الأكل والشرب والسكن فقط, وعن ذكريات طفولتها في اليمن قالت أنها لا تتذكر الشئ الكثير لكنها تحرص على سماع الكثير من الاحاديث عن اليمن وعن العلاقات الاجتماعية المتميزة هنا وحياة الناس وتربيتهم للحيوان وتشتاق إلى ذلك كثيراً وما تتذكره عن اليمن يوم سفرها الذي لم تعلم به إلا قبل يوم واحد وارتدائها الملابس الجديدة قبل مغادرة المنزل .