وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجر اليوم الاثنين إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث من المتوقع أن تركز تلك المباحثات –حسب مساعدي نتنياهو- على ملف إيران النووي وسبل منع طهران من امتلاك السلاح النووي، مستبعدين أن يتطرق إلى الحل مع الفلسطينيين على أساس الدولتين.
وسيلتقي كل من أوباما ونتنياهو اليوم في البيت الأبيض لإجراء محادثات هي الأولى بينهما منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة الإسرائيلية وهو يدرك أن اللقاء لن يكون سهلاً إذ إن في ذهن كل منهما سياسات متباينة حول كيفية التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
فعلى صعيد الملف النووي الإيراني فإن نتنياهو سيحاول إقناع الرئيس الأميركي بعدم جدوى الحل الدبلوماسي مع إيران وسيطالبه بتحديد موعد زمني للحوار واستخدام الحل العسكري في حال فشل ذلك.
وقد صرح عوزي أراد مستشار نتنياهو أمس بأن التهديد الإيراني أمر واضح "لأن إيران تحقق باستمرار تقدماً باتجاه الحصول على قدرات عسكرية نووية"، مؤكداً أن منع إيران من الحصول على هذه القدرات هو "هدف مشترك" لإسرائيل والولايات المتحدة و"سيكون محور المحادثات".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال في وقت سابق هذا الشهر إنه ينبغي على القوى العالمية اتخاذ إجراء ضد إيران إذا لم تحد من أنشطتها النووية بحلول أغسطس/آب.
أما أوباما فقد صرح في وقت سابق بأنه سيبرهن لإسرائيل "باعتبارها حليفاً على ضرورة إتاحة الفرصة لهذا النهج (الحوار) الذي نتبعه، وعلى أنه يتيح تحقيق الأمن لا للولايات المتحدة فحسب ولكن أيضاً لإسرائيل، وعلى أنه يفوق البدائل الأخرى".
بيريز قال إن نتنياهو سيعترف بالاتفاقات
التي وقعها سابقوه (الفرنسية)
حل الدولتين
أما على صعيد القضية الفلسطينية فإن أوباما سيؤكد لنتنياهو أهمية الالتزام بالحل القائم على أساس الدولتين، والتجميد الكامل لبناء المستوطنات، بينما سيحاول نتنياهو إقناع الأميركيين بصيغة بديلة لحل الدولتين وسيؤكد لأوباما على النمو الطبيعي للمستوطنات.
وقد ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس نقلاً عن مساعد لنتنياهو أن الأخير سيقترح تشكيل لجان عمل مشتركة لوضع خارطة طريق جديدة لعملية السلام وإستراتيجية للتعامل مع إيران.
وقالت إنه سيؤكد لأوباما عزمه على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين قريباً، وإنما بمشاركة الدول العربية المعتدلة، لأن من شأن ذلك بنظره أن يؤدي إلى تقدم في مسار السلام مع الفلسطينيين.
ورغم ذلك فإنه ليس من المتوقع أن يتسم اللقاء بين الجانبين بالمواجهة حيث قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تحدث مع نتنياهو مرات عدة وشدد على أهمية تجنب المواجهة مع أوباما بأي ثمن، معتبراً أن ذلك سيرتب آثاراً وخيمة على الأمن القومي لإسرائيل.
كما أن أحد مساعدي أوباما هون في وقت سابق من شأن احتمال حدوث مواجهة بين الجانبين، وقال بشأن موضوع إقامة دولة فلسطينية إن "الرئيس لا يعتقد أن الأمر يسير في اتجاه سيئ".
إلا أن تناقضاً بدا واضحاً في تصريحات بيريز أمس في الأردن حيث قال إن نتنياهو سيلتزم بالاتفاقات التي وقعها سابقوه بما فيها خطة السلام على أساس الدولتين، لكنه قال إن الوصول لهذا الحل يعتمد على أن توقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجماتها على إسرائيل، وأن يبذل الفلسطينيون جهوداً أكبر لضمان أمن إسرائيل.
وسيقضي نتنياهو ثلاثة أيام في واشنطن وهو يخطط لعقد اجتماعات مكثفة يوم الثلاثاء في الكونغرس حيث تحظى إسرائيل عادة بتأييد قوي.