عرضت قوى الامن الداخلي اللبناني أجهزة إرسال حديثة ومتطورة، تم ضبطها مع أكثر من 15 شخصاً أوقفوا اخيراً للاشتباه بقيامهم بعمليات تجسس لحساب اسرائيل في لبنان.
وأوضح مسؤول في قوى الامن، لم يكشف عن هويته للصحافيين، أمس الاثنين 11-5-2009، أن بين المضبوطات جهاز راديو، وجهاز كومبيوتر محمول، وموزعا لاسلكياً خاصاً بالكومبيوتر، ويو اس بي (حافظة معلومات)، وعلبة زيت سيارات، وعلاقة مفاتيح، وحقيبة جلدية صغيرة، وغيرها.
وأشار الى ان هذه المعدات استخدمت لتحديد مئات المواقع في الاراضي اللبنانية قبل عام 2006، وبعضها تعرض للقصف خلال حرب 2006 بين اسرائيل وحزب الله.
(كاميرا مخفية داخل علبة لزيت السيارات)
وقال إن المعدات تنطوي على "احترافية عالية في اعمال التمويه المعتمدة من سلطات العدو"، وفيها "اجهزة عالية التقنية اعطيت شكلاً عادياً للغاية لا يثير اي شكوك حتى لو تم تفتيشها"، وتستخدم للارسال عبر الاقمار الاصطناعية.
وأوضح ان جهاز الراديو "تركيبته الداخلية عادية" الا انه "يحتوي على تقنية عالية تسمح باستقبال وبث رسائل مشفرة عبر الموجات القصيرة على الراديو (أ ام)".
وتحتوي "يو اس بي" في الظاهر "على صور عادية او اغان، وبعد الكشف التقني عليها يتبين ان عليها خرائط مفصلة للبنان".
(خرائط مفصلة للمناطق اللبنانية بين المضبوطات)
اما براد المياه "فموجود في اغلب المنازل ويستعمل لحفظ المياه الباردة ولا يثير الشك، الا انه يحتوي في غطائه الاعلى تحت طبقة من البلاستيك السميك على معدات الكترونية بالغة التعقيد".
بالاضافة الى علبة زيت محركات "يظهر لحاملها لدى تحريكها انه مجرد سائل، لكن لدى فتحها من الاعلى بطريقة خاصة يمكن اخفاء اشياء بداخلها مثل اشرطة تسجيل صغيرة".
وتبين نتيجة التحقيقات التي اجرتها قوى الامن ان "العملاء تدربوا بصورة مكثفة" على استخدام الاجهزة.
وقال المسؤول ان "اهداف استعمال" المعدات المضبوطة "اجراء مسح ارضي لا يمكن للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع والاقمار الاصطناعية تحديدها بدقة نظراً لصغر حجمها او كونها غير مرئية من الجو مثل التضاريس والمرتفعات، مع امكانية تحديد مخابئ تحت الارض".
وأضاف ان المهام المطلوبة من المشتبه بهم كانت "لوجستية منها اجراء عمليات مسح في لبنان وسوريا، وعمليات استعلام ومراقبة لاشخاص محددين، والاستعلام عن مواضيع وأحداث يومية تشمل آلاف التفاصيل".
(إخراج قيد مزور لأحد العملاء)
وكانت شعبة المعلومات في قوى الامن ومديرية الاستخبارات في الجيش كشفت، منذ بداية 2009، شبكات تجسس عدة لحساب اسرائيل وصدرت مذكرات توقيف في حق عدد من المتهمين "بجرم التعامل مع العدو ودخول بلاده".
ويجمع المسؤولون الامنيون والمراقبون على ان اسرائيل تسعى من خلال هذه الشبكات الى بناء "بنك اهداف"، لاسيما في اوساط حزب الله تستعين به في حرب او عملية عسكرية مستقبلية.
كما قال مسؤول حزب الله في الجنوب نبيل قاووق إن الحزب ساهم في كشف العديد من الشبكات، من خلال جهاز "امن المقاومة التابع لحزب الله، الذي كشف العديد من الشبكات المتعاملة مع العدو الاسرائيلي"، مضيفا ان الحزب "يتعاون بشكل مطلق مع الاجهزة الامنية على اختلافها".