تحتفي النساء المكيات بتقليد فريد يُعرف باسم "يوم الخُليّف" في التاسع من شهر ذي الحجة، تزامناً مع توجه الحجاج إلى صعيد عرفات. هذا الموروث الثقافي الذي يمتد لأكثر من خمسة عقود يشهد تجمعاً نسائياً كبيراً في الحرم المكي بينما تخلو أحياء مكة المكرمة من الحجاج.
وتتميز هذه المناسبة بازدحام المسجد الحرام بالنساء والأطفال القادمين من ضواحي وهجر مكة المكرمة، حيث تبدأ المشاركات يومهن بالتوجه مبكراً لأداء الطواف حول الكعبة، ومن ثم تقديم وجبات الإفطار للصائمين، ويستمر وجودهن في الحرم حتى أداء صلاة العشاء.
وحول أصل التسمية، تتداول روايتان: الأولى تشير إلى أن "الخُليّف" مشتقة من كلمة "تخلّف"، وتعني الأشخاص الذين لم يتمكنوا من أداء فريضة الحج أو المشاركة في خدمة الحجاج. أما الرواية الثانية فتذكر أن النساء "يخلفن" الرجال في خدمة الحرم بعد ذهابهم إلى المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج.
ويتحول مشهد ساحات الحرم المكي خلال هذا اليوم إلى منظر استثنائي، حيث يطغى اللون الأسود على المكان، وهو اللون المميز لعباءات النساء المكيات المشاركات في إحياء هذا التقليد الاجتماعي الذي يجمع بين العبادة والتواصل المجتمعي.