الرئيسية / من هنا وهناك / جريمة تكشف خفايا مواقع التواصل
جريمة تكشف خفايا مواقع التواصل

جريمة تكشف خفايا مواقع التواصل

20 أكتوبر 2012 12:01 مساء (يمن برس)
أحدث انتحار المراهقة الكندية أمندا تود تأثيراً بالغاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد إلى الواجهة، بعد أسبوع على وقوعه، الجدل في مخاطر ظاهرة التخويف على الإنترنت التي وقعت الشابة ضحيتها . ويتعذر توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الإنترنت باعتبارها المسؤول الرئيس عن إحباط الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً وانتحارها، إلا أنه من الواضح أن معاناتها تفاقمت في الحيز الافتراضي للشبكة الإلكترونية .
 
وقال الرقيب بيتر تيسن، الناطق باسم الشرطة الفيدرالية إن »الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي أدت دوراً رئيساً في قضية أمندا، وهي تكتسي طابعاً محورياً في تحقيقنا أيضاً« . وخسر رجل وظيفته في تورنتو بعد إدلائه بتعليق مهين على وفاة المراهقة على موقع »فيس بوك« . وصدم هذا التعليق إحدى المستخدمات التي بحثت عن رب عمل الرجل في »فيس بوك« ووجهت إليه رسالة إلكترونية أدت إلى طرد الموظف على الفور من عمله .
 
وحذرت الشرطة الفيدرالية من التقدم بمعلومات خاطئة أو ترويج الشائعات على الإنترنت، فهي قد تؤثر سلباً في تحقيقها الرامي إلى كشف ملابسات القضية . وقال الرقيب تيسن »تكمن إحدى مشكلاتنا الرئيسة في المعلومات الخاطئة التي ينشرها أشخاص يسعون إلى الاستفادة من قضية أمندا لإلحاق الأذى بمعارفهم أو لكسب الأموال« . وذكر خصوصاً »تأكيداً لا أساس له« كان من المفترض أن يساعد على تحديد هوية الرجل الذي ضايق المراهقة .
 
ونشر شريط فيديو الثلاثاء على الإنترنت من قبل قراصنة مجموعة »أنونيمس«، بحسب ما يزعم، ذكر فيه عنوان أحد سكان منطقة فانكوفر وهويته . وأقر الرجل المعني بأنه كان يعرف أمندا تود، لكنه أكد أنه لم يضايقها، لكن ما لا شك فيه هو أن معاناة الفتاة وقعت في مواقع التواصل الاجتماعي . لم يكن لدى الفتاة الكثير من الأصدقاء، وهي كانت تبحث عنهم على مواقع الدردشة منذ الثانية عشرة من عمرها . وتعرفت إلى شخص أقنعها بداية بأن تظهر له أجزاء من جسدها عبر كاميرا إلكترونية، ثم طلب منها أن تغني . ورفضت الفتاة طلبه فانتقم منها ونشر صورتها على الإنترنت .
 
وتلقت الفتاة أيضاً رسائل تخويف على »فيس بوك« من زملائها في الصف على ما يبدو . وهي كانت تلجأ إلى الإنترنت عندما يصيبها الإرهاق، ونشرت على موقع »يوتيوب« فيلماً قصيراً بالأبيض والأسود كتبت فيه على أوراق بعض الكلمات التي تصف معاناتها . وتسببت حادثة الصورة التي وقعت منذ ثلاث سنوات بسلسلة من أزمات الهلع والإحباط عند الفتاة، فبدلت عائلتها مكان سكنها، لكن ذلك لم يمنع ماضيها من أن يبقى ملازما لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأدمنت الفتاة على الكحول والمخدرات .
 
ودفع انتحارها مئات ملايين الأشخاص إلى مشاهدة شريط الفيديو . واقترحت كريستي كلارك، حاكمة مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، تنظيم مناقشات وطنية عن فكرة إدراج التخويف على الإنترنت في القانون الجزائي . وقام ملايين المستخدمين بالتبرع لجمعية أسستها عائلة أمندا تود بهدف مساعدة الشباب الذين يعانون الوضع عينه . وفي الوقت عينه، فتح بعض المجرمين مواقع يزعمون أنها للأغراض عينها، لكنها تساعدهم في الواقع على كسب الأموال .
 
"الخليج" الاماراتية
شارك الخبر