في 20 أكتوبر 2011 قتل العقيد الليبي معمر القذافي في مكان مجهول من الصحراء الليبية وكانت آخر المدن التي يزورها قبل أن يفارق الحياة مصراته التي وصلها أسيراً.. ولكن قبل ذلك ب50 عاماً، وفي يوم 20 أكتوبر كذلك التجأ القذافي، وهو طالب في المدرسة الثانوية الى المدينة ذاتها ليتم بها دراسته الثانوية بعد طرده من مدارس مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي.
وفي مصراته كوّن القذافي أول خلايا العمل السري ضد نظام الملك الراحل إدريس السنوسي، وبعد وصوله الى الحكم في العام 1969 كانت مصراته أول مدينة يبايعه أعيانها ويمضون بالدم على وثيقة انخراطهم في ما يسمى بالثورة الشعبية التي دعا إليها.
ومن مصادفات القدر الغريبة أن القذافي ولد في 1942 في بادية سرت، وهي ذات المنطقة التي قتل فيها بعد 42 عاما من الحكم، كما أن القذافي تولى الحكم في 1969 وعاش 69 عاما (1942 - 2011).
وكان القذافي الذي تعد سيرته حياته حافلة بالإثارة قج بادر في 1970 إلى طرد القواعد الأميركية والبريطانية من ليبيا، و قد تكون الصدفة وحدها وراء صدور قرار من الامم المتحدة يحمل الرقم ذاته وهو الرقم 1970 الذي فرض على نظامه الحظر الجوي والبحري ودقّ أول مسمار في نعشه. وفي 1973 آعلن القذافي الشعبية في ليبيا، وتكرر الرقم نفسه عبر القرار 1973 الصادر عن مجلس الامن والذي أباح التدخل العسكري لمساندة الثورة الشعبية ضد نظامه.
وقبل حلول الذكرى الاولى لمقتل القذافي، أعلن عن مقتل عمران جمعة شعبان أحد ثوار مصراته والذي كان أول من ألقى القبض عليه، كما أعلن عن مقتل عمران العويب قائد كتيبة النمر التي كانت وراء عمليةالقبض على القذافي بعد اصابته بشظية على جبهة بني وليد.
وكان القذافي فقد ثلاثة من ابنائه في المعارك: وهم سيف العرب الذي قتل في قصف جوي على طرابلس، وخميس الذي قتل على جبهة ترهونة، والمعتصم الذي قتل بعد إلقاء القبض عليه حياً من قبل ثوار مصراته، في حين يقبع نجله سيف الاسلام في سجن الزنتان في انتظار عرضه على المحاكمة.. بينما يقيم إبناه محمد وهانيبال وابنته عائشة وأرملته صفية فركاش في ضيافة الدولة الجزائرية. أهالي سرت يرون أنفسهم منسيين بلد القذافي تشكو انتقام النظام الجديد
بعد مرور عام تقريباً على مقتل معمر القذافي لا يزال أهالي مدينة سرت، مسقط رأسه، يشعرون أنهم منسيو الثورة الليبية وأنهم يعاقبون على دعمهم للديكتاتور المخلوع.
وتغطي رسوم الغرافيتي نفقي المجاري اللذين أسر فيهما القذافي قبل ان يقتل على أيدي الثوار في 20 أكتوبر 2011. لكن لا يزال من الممكن رؤية كلمة تمجيد «للزعيم» مكتوبة على شجرة مجاورة.
ويقول أبوستة وهو من زعماء قبائل سرت بلهجة آسفة: «لا أحد يفكر الآن في القذافي، لكن الناس الذين كانوا يتوقعون تحسناً في الوضع يشعرون بخيبة أمل».
وبعد عام على موت القذافي، الذي خاض في مسقط رأسه آخر معاركه ضد المتمردين وقوات حلف شمال الأطلسي، لا مفر من ان يجري سكان سرت مقارنة بين حالهم قبل الثورة وبين ما يرون أنهم فقدوه. وفي هذا الصدد، يضيف أبوستة محذراً أن «الناس تقارن بالتأكيد. ولم يكن يجدر بهم (المسؤولون) ان يتخلوا عنا بعد الثورة. فخلال عام أو عامين قد نشهد ثورة جديدة».
ورغم ان لا أحد يستطيع الإشادة علناً بالعقيد القذافي فإن البعض لا يخشى من انتقاد السلطات الجديدة التي يرى العديد من سكان سرت أنها لم تفعل شيئاً لمدينتهم. وفي هذا الشأن، يقول أبوصالح، وهو أب لثلاثة أبناء: «إنّه انتقام. تهميش سرت من قبل السلطات عمل انتقامي».
مدينة مميزة
وسرت التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والتي كانت مميزة في ظل نظام القذافي، حيث كانت تستضيف أهم القمم والأحداث الأفريقية الكبرى كانت أيضاً خلال الحرب الأكثر تعرضاً للدمار الذي لا تزال آثاره ظاهرة فيها بوضوح بانتظار إعادة إعمارها.
وتقول أمال محمد وهي ربة أسرة تقيم الآن في واحدة من الفيلات الفخمة التي كانت مخصصة لضيوف القذافي الكبار بعد ان دمر منزلها خلال المعارك ان «الناس هم الذين يقومون بإصلاح منازلهم ومتاجرهم بأنفسهم ويدفعون التكاليف من جيوبهم». وتضيف: «لايزال لدينا أمل في تحسن الأمور لكن الحكومة الجديدة لا تقدم لنا أي شيء»، مبدية خوفها من إخراجها من منزلها المؤقت.
ورغم ان معظم المباني في حالة دمار شديد فإن المدينة بدأت تستعيد حياتها شيئاً فشيئاً مع فتح أو إعادة فتح عشرات المتاجر على طول الشوارع التجارية الرئيسية.
ويعترف علي لباس، رئيس المجلس المحلي بالوكالة، بأنه لايزال يوجد في سرت بعض أنصار الزعيم المخلوع المستعدين لانتهاز أي فرصة، مثل ذكرى مقتله، «لبث الفتنة»، إلاّ انه مقتنع بأن «العقل سينتصر في النهاية».ويضيف ان «القذافي كان ديكتاتوراً ورحل شأنه شأن هتلر وموسوليني».
بناء:11000
تزدهر في سرت اليوم تجارة مواد البناء في هذه المدينة التي دمر فيها أكثر من 11 ألف منزل جزئياً أو كلياً. ويؤكد علي المرج (22 سنة) الذي يدير ورشة ألمنيوم وسط أنقاض مبنى متهدم ان مكسبه اليومي يصل أحياناً إلى ألف دينار (830 دولاراً)، مشدداً في الوقت نفسه على ان حياته كانت أفضل قبل الثورة عندما كان الناس يسيرون في الشوارع ليلاً دون خوف من المواجهات بين الميليشيات. متابعة
واشنطن: الساعدي القذافي يحظى بدعم في أوغندا وجنوب إفريقيا
أعلنت الولايات المتحدة أن الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، يحظى بدعم في أوغندا وفي جنوب إفريقيا.
وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأميركية أن الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر في سبتمبر 2011 والذي تعتبر واشنطن انه من الممكن العثور عليه أيضاً، يحظى بمساعدة مصرفية جنوب افريقية تدعى دالين سانديرز، موضحة أنها جمدت ودائع هذه المرأة في الولايات المتحدة بموجب مرسوم أميركي ينص على فرض عقوبات على عائلة القذافي واتباعه وشركائه.
وأضافت الوزارة أن سانديرس «عملت بطلب من الساعدي القذافي، على سحب أموال من حسابات في اوغندا» وأنها التقت مسؤولين أوغنديين في فبراير وبحث معهم في إمكانية استقبال الساعدي القذافي في بلادهم.
ويخضع الساعدي القذافي لحظر سفر وتجميد ممتلكات من قبل الأمم المتحدة.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين في بيان: «نحن عازمون على التصدي لكل هؤلاء الذين يحاولون تعزيز العنف والخوف أو عدم الاستقرار في ليبيا».
" البيان" الاماراتية
وفي مصراته كوّن القذافي أول خلايا العمل السري ضد نظام الملك الراحل إدريس السنوسي، وبعد وصوله الى الحكم في العام 1969 كانت مصراته أول مدينة يبايعه أعيانها ويمضون بالدم على وثيقة انخراطهم في ما يسمى بالثورة الشعبية التي دعا إليها.
ومن مصادفات القدر الغريبة أن القذافي ولد في 1942 في بادية سرت، وهي ذات المنطقة التي قتل فيها بعد 42 عاما من الحكم، كما أن القذافي تولى الحكم في 1969 وعاش 69 عاما (1942 - 2011).
وكان القذافي الذي تعد سيرته حياته حافلة بالإثارة قج بادر في 1970 إلى طرد القواعد الأميركية والبريطانية من ليبيا، و قد تكون الصدفة وحدها وراء صدور قرار من الامم المتحدة يحمل الرقم ذاته وهو الرقم 1970 الذي فرض على نظامه الحظر الجوي والبحري ودقّ أول مسمار في نعشه. وفي 1973 آعلن القذافي الشعبية في ليبيا، وتكرر الرقم نفسه عبر القرار 1973 الصادر عن مجلس الامن والذي أباح التدخل العسكري لمساندة الثورة الشعبية ضد نظامه.
وقبل حلول الذكرى الاولى لمقتل القذافي، أعلن عن مقتل عمران جمعة شعبان أحد ثوار مصراته والذي كان أول من ألقى القبض عليه، كما أعلن عن مقتل عمران العويب قائد كتيبة النمر التي كانت وراء عمليةالقبض على القذافي بعد اصابته بشظية على جبهة بني وليد.
وكان القذافي فقد ثلاثة من ابنائه في المعارك: وهم سيف العرب الذي قتل في قصف جوي على طرابلس، وخميس الذي قتل على جبهة ترهونة، والمعتصم الذي قتل بعد إلقاء القبض عليه حياً من قبل ثوار مصراته، في حين يقبع نجله سيف الاسلام في سجن الزنتان في انتظار عرضه على المحاكمة.. بينما يقيم إبناه محمد وهانيبال وابنته عائشة وأرملته صفية فركاش في ضيافة الدولة الجزائرية. أهالي سرت يرون أنفسهم منسيين بلد القذافي تشكو انتقام النظام الجديد
بعد مرور عام تقريباً على مقتل معمر القذافي لا يزال أهالي مدينة سرت، مسقط رأسه، يشعرون أنهم منسيو الثورة الليبية وأنهم يعاقبون على دعمهم للديكتاتور المخلوع.
وتغطي رسوم الغرافيتي نفقي المجاري اللذين أسر فيهما القذافي قبل ان يقتل على أيدي الثوار في 20 أكتوبر 2011. لكن لا يزال من الممكن رؤية كلمة تمجيد «للزعيم» مكتوبة على شجرة مجاورة.
ويقول أبوستة وهو من زعماء قبائل سرت بلهجة آسفة: «لا أحد يفكر الآن في القذافي، لكن الناس الذين كانوا يتوقعون تحسناً في الوضع يشعرون بخيبة أمل».
وبعد عام على موت القذافي، الذي خاض في مسقط رأسه آخر معاركه ضد المتمردين وقوات حلف شمال الأطلسي، لا مفر من ان يجري سكان سرت مقارنة بين حالهم قبل الثورة وبين ما يرون أنهم فقدوه. وفي هذا الصدد، يضيف أبوستة محذراً أن «الناس تقارن بالتأكيد. ولم يكن يجدر بهم (المسؤولون) ان يتخلوا عنا بعد الثورة. فخلال عام أو عامين قد نشهد ثورة جديدة».
ورغم ان لا أحد يستطيع الإشادة علناً بالعقيد القذافي فإن البعض لا يخشى من انتقاد السلطات الجديدة التي يرى العديد من سكان سرت أنها لم تفعل شيئاً لمدينتهم. وفي هذا الشأن، يقول أبوصالح، وهو أب لثلاثة أبناء: «إنّه انتقام. تهميش سرت من قبل السلطات عمل انتقامي».
مدينة مميزة
وسرت التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والتي كانت مميزة في ظل نظام القذافي، حيث كانت تستضيف أهم القمم والأحداث الأفريقية الكبرى كانت أيضاً خلال الحرب الأكثر تعرضاً للدمار الذي لا تزال آثاره ظاهرة فيها بوضوح بانتظار إعادة إعمارها.
وتقول أمال محمد وهي ربة أسرة تقيم الآن في واحدة من الفيلات الفخمة التي كانت مخصصة لضيوف القذافي الكبار بعد ان دمر منزلها خلال المعارك ان «الناس هم الذين يقومون بإصلاح منازلهم ومتاجرهم بأنفسهم ويدفعون التكاليف من جيوبهم». وتضيف: «لايزال لدينا أمل في تحسن الأمور لكن الحكومة الجديدة لا تقدم لنا أي شيء»، مبدية خوفها من إخراجها من منزلها المؤقت.
ورغم ان معظم المباني في حالة دمار شديد فإن المدينة بدأت تستعيد حياتها شيئاً فشيئاً مع فتح أو إعادة فتح عشرات المتاجر على طول الشوارع التجارية الرئيسية.
ويعترف علي لباس، رئيس المجلس المحلي بالوكالة، بأنه لايزال يوجد في سرت بعض أنصار الزعيم المخلوع المستعدين لانتهاز أي فرصة، مثل ذكرى مقتله، «لبث الفتنة»، إلاّ انه مقتنع بأن «العقل سينتصر في النهاية».ويضيف ان «القذافي كان ديكتاتوراً ورحل شأنه شأن هتلر وموسوليني».
بناء:11000
تزدهر في سرت اليوم تجارة مواد البناء في هذه المدينة التي دمر فيها أكثر من 11 ألف منزل جزئياً أو كلياً. ويؤكد علي المرج (22 سنة) الذي يدير ورشة ألمنيوم وسط أنقاض مبنى متهدم ان مكسبه اليومي يصل أحياناً إلى ألف دينار (830 دولاراً)، مشدداً في الوقت نفسه على ان حياته كانت أفضل قبل الثورة عندما كان الناس يسيرون في الشوارع ليلاً دون خوف من المواجهات بين الميليشيات. متابعة
واشنطن: الساعدي القذافي يحظى بدعم في أوغندا وجنوب إفريقيا
أعلنت الولايات المتحدة أن الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، يحظى بدعم في أوغندا وفي جنوب إفريقيا.
وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأميركية أن الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر في سبتمبر 2011 والذي تعتبر واشنطن انه من الممكن العثور عليه أيضاً، يحظى بمساعدة مصرفية جنوب افريقية تدعى دالين سانديرز، موضحة أنها جمدت ودائع هذه المرأة في الولايات المتحدة بموجب مرسوم أميركي ينص على فرض عقوبات على عائلة القذافي واتباعه وشركائه.
وأضافت الوزارة أن سانديرس «عملت بطلب من الساعدي القذافي، على سحب أموال من حسابات في اوغندا» وأنها التقت مسؤولين أوغنديين في فبراير وبحث معهم في إمكانية استقبال الساعدي القذافي في بلادهم.
ويخضع الساعدي القذافي لحظر سفر وتجميد ممتلكات من قبل الأمم المتحدة.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين في بيان: «نحن عازمون على التصدي لكل هؤلاء الذين يحاولون تعزيز العنف والخوف أو عدم الاستقرار في ليبيا».
" البيان" الاماراتية