الرئيسية / من هنا وهناك / مطار صنعاء الدولي خارج الخدمة بشكل تام.. !
مطار صنعاء الدولي خارج الخدمة بشكل تام.. !

مطار صنعاء الدولي خارج الخدمة بشكل تام.. !

نشر: verified icon رغد النجمي 09 مايو 2025 الساعة 12:25 مساءاً

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء أزمة جديدة، إثر الهجمات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مواقع حيوية كثيرة، مما أدى إلى تعطيل مطار صنعاء الدولي بشكل كامل. 

وجاءت تلك الهجمات وسط تقلبات سياسية وعسكرية متجددة في المنطقة، تزايدت فيها التوترات بين الأطراف المتنازعة. 

وكشفت تلك الغارات مدى تعقّد التوازنات الإقليمية والعالمية، واستعداد الأطراف للدخول في مواجهة مباشرة لتحقيق أهدافها السياسية والاستراتيجية.

الهجمات الجوية على صنعاء:

قبل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي ترامب وقف الغارات الجوية التي تشنها بلاده على مواقع الحوثيين في اليمن، نفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات الجوية استهدفت مجموعة من المواقع في صنعاء، تشمل البنية التحتية لمطار صنعاء الدولي. 

ووفقًا لمصادر محلية، فإن الغارات تسببت في أضرار كبيرة جعلت المطار غير قادر على أداء وظيفته، بعد أن استهدفت مرافقه الأساسية مثل صالة المسافرين ومدرج الإقلاع والهبوط. 

إضافةً إلى تدمير تلك الأهداف، طالت الضربات أيضًا مواقع اقتصادية وعسكرية مختلفة، مما يضعف قدرة الحوثيين على المناورة والعمل في المنطقة.

ومع استمرار تهديد الحوثيين باستخدام المرافق المدنية لأغراض عسكرية، بدا أن إسرائيل اتخذت موقفًا حازمًا في هذا الصدد، موجهةً ضرباتها لعدة مواقع حيوية. 

وشملت الأهداف مراكز لتوليد الطاقة ومنشآت صناعية، يعتبرونها الحوثيون ضرورية لدعم مجهودهم الحربي. 

وتعكس هذه الهجمات تحولاً في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تجاه الخطر الحوثي بعيدًا عن الضربات الرمزية إلى استهداف مراكز الثقل الاستراتيجية لتقويض القدرات العسكرية للحوثيين.

الرد العسكري والسياسي للحوثيين:

وسط هذا السيناريو العسكري المتصاعد، أظهر الحوثيون مزيجًا متناقضًا من الخطابات والمواقف السياسية. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين بعد إعلانهم التوقف عن استهداف السفن، مما أثار ارتباكًا في صفوف الميليشيا. 

ومع ذلك، بدا أن الحوثيين مستمرون بإصدار تصريحات تصعيدية ضد إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تعهدوا بمواصلة الإسناد مع حلفائهم في غزة وهددوا بالرد على العمليات الإسرائيلية.

ويبدو أن الهدوء النسبي الذي أعلنه الحوثيون قد يكون مؤقتًا. فحتى مع الإعلان عن وقف العمليات الهجومية، لا يزال الحوثيون يؤكدون على تمسكهم بمواقفهم تجاه القضايا الإقليمية، مع توجيه الاتهامات لأمريكا وإسرائيل بمحاولة فرض السيطرة والتحكم بالوضع الميداني في اليمن. تدرك الجماعة أن تعزيز الردع السياسي يعد ضروريًا لتجنب خسارة المزيد من المواقع الحيوية.

السياق الإقليمي والدولي والتداعيات المستقبلية:

ما يشهده اليمن من أحداث متسارعة يعكس تطورًا أوسع في التوازنات الإقليمية. 

ويرى المحللون أن التحرك الإسرائيلي جاء في إطار تحالفات أوسع تحاول إعادة تشكيل الخريطة العسكرية والسياسية في المنطقة، حيث تتلاقى المصالح الأمريكية والإسرائيلية لاحتواء النفوذ الإقليمي الذي تمثله إيران بأذرعها المتعددة. 

على أن تحسين الأوضاع الميدانية بالضربات المكثفة يعطي المجال لتحولات في العقائد العسكرية وهو ما يثير التساؤل عن الردود المستقبلية.

كما أن الإعلان عن توقف العمليات العسكرية قد يفتح الباب أمام مفاوضات سياسية قد تغير المسار الحالي هنا. إلا أن العديد من المراقبين يعتبرون الأمر جزءًا من مناورة سياسية تراعي المصالح الآنية للدول الفاعلة في المنطقة والتي قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد إذا ما استمر التوتر. 

نجاح التحركات الدولية في حفظ الاستقرار سيكون مرتبطًا بمدى إمكانية التوصل إلى حل سياسي دائم يرضي جميع الأطراف ويوفر بيئة آمنة تبتعد عن العنف.

بالتالي، وبالرغم من توقف العمليات العسكرية حاليًا، يبقى التساؤل حول الخيار السياسي والعسكري القادم. الأحداث تشير إلى أن الطريق ما زال طويلا لتحقيق سلام مستدام في اليمن.

اخر تحديث: 09 مايو 2025 الساعة 12:25 مساءاً
شارك الخبر