انتابت الرئيس السوداني عمر حسن البشير "نوبة من الذعر" تشنجت معها أعصابه طوال نصف ساعة حين أراد الاقلاع بطائرته الخاصة من مطار اثيوبي الشهر الماضي، لأن القيمين على مطار ميكلي بمحافظة تيغري تأخروا 30 دقيقة تقريبا بارسال سلم الصعود الى "الجيت" التي أقلته الى تيغري بالشمال الاثيوبي، في وقت فوجيء فيه بما يبشر بشر واضح: رأى بمحاذاة طائرته تماما طائرة خاصة عليها العلم الأمريكي رابضة هناك، فنشطت حاسته السادسة ودب فيه هلع ينتاب عادة المطلوبين للعدالة حين يدركون أن الشرطة طوقتهم.
هذا الخبر عن "نوبة الذعر" التي تلاها تشنج غاضب اخترق أعصاب الرئيس السوداني وهو ينتظر بجوار "جيت" أمريكية غامضة سلم الصعود الى طائرته، نشرته اليوم الثلاثاء 5-5-2009 صحيفة "ذي ريبورتر" الاثيوبية، وهي أسبوعية تصدر باللغة الأمهرية في أديس أبابا، وعنها بثه اليوم أيضا موقع "سودان تريبيون" بالانكليزية على الانترنت.
وكان الرئيس السوداني زار اثيوبيا من 21 الى 23 ابريل/نيسان الماضي، حيث استقبله رئيس الوزراء الاثيوبي، ميليس زيناوي، من دون مشاركة أي بعثة أجنبية في الاستقبال بمطار أديس أبابا، لأن معظم البعثات الدبلوماسية تلقت تعليمات من دولها بعدم المشاركة في استقباله أو حضور مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس الاثيوبي في فندق تمت فيه يومها اجتماعات "اللجنة المشتركة السودانية الاثيوبية" التي بحثت في التعاون بين البلدين واحتجت ف بيان على مذكرة باعتقال البشير صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت "ذي ريبورتر" ان برنامج زيارة الرئيس السوداني كان يتضمن قيامه بزيارة عدد من المحافظات الاثيوبية، فبدأ بمحافظة تيغري، لكن ما حدث معه في مطارها من قلق ونوبة ذعر انتابته وكذلك حالته وهو مرتبك وغاضب، ينظر تارة الى الطائرة الأمريكية الخاصة، وتارة الى أعضاء وفده المرافق وهم معه منتظرين على المدرج ليتحدث الى أحدهم، جعله يتخلى عن بقية برنامج الزيارة ويطير من مطار تيغري عائدا الى الخرطوم من دون أن يمر على أديس أبابا لوداع رئيس وزرائها كما تقضي الأعراف الدبلوماسية.
وكان البشير انتقل وأعضاء الوفد المرافق من صالون الشرف بمطار ميكلي بسيارات عدة الى حيث كانت طائرته رابضة على المدرج لتقله من هناك، لكنه لم يجد سلما للصعود حين وصل اليها، فبقي منتظرا مع الوفد بقربها "وحين رأى الطائرة المجاورة بدت على وجهه علامات اضطراب وذعر وارتباك، خصوصا أنها كانت مستأجرة وعليها العلم الأمريكي، فتذكر على ما يبدو تصريحات سابقة لمسؤولين سودانيين أعربوا فيها عن خشيتهم من أن تقوم قوى غربية باعتقاله مستخدمة تسهيلات تملكها في قواعدها العسكرية بأفريقيا" في اشارة الى فرنسا والولايات المتحدة، الوحيدتان المالكتان لقواعد عسكرية في القارة السمراء.
وذكرت الصحيفة ان مسؤولين في المطار شرحوا له ان التأخر باحضار سلم الصعود نتج عن عدم وجود المسؤول عن السلالم في الساعة التي أراد فيها البشير الاقلاع بطائرته من مطار ميكلي، وحين أرادوا احضار السلم تأخروا نصف ساعة.
ونقلت "عن لسان شهود عيان" أن البشير كان يتحدث بغضب وبارتباك كبير الى أعضاء وفده حين كان ينتظر سلم الصعود، وبدت عليه علامات استفهام قلقة حين كان يقلب وجهه بين الطائرة الأمريكية وأعضاء الوفد، وأحيانا كان يتطلع بطريقة بدا فيها وكأنه ينظر الى شيء معين، في حين أنه كان يحدق باللاشيء تقريبا.