تشهد المملكة العربية السعودية حاليًا واحدة من أكبر الحملات الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية خلال الأسبوع الماضي، والتي استهدفت المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال فترة عيد الفطر المبارك. امتدت الحملة على مدار أسبوع كامل من 27 مارس إلى 2 أبريل 2025، وأسفرت عن نتائج غير مسبوقة أثارت حالة من القلق بين أوساط الوافدين في المملكة.
الحملة الأمنية الشاملة
بعيدًا عن الإجراءات التقليدية المعتادة، جاءت هذه الحملة بتنسيق استثنائي بين مختلف الأجهزة الأمنية في المملكة، حيث غطت مناطق متعددة في أنحاء البلاد. وكشفت مصادر رسمية في وزارة الداخلية أن عمليات الرصد والمتابعة الدقيقة تمت وفق خطة محكمة استهدفت تجمعات المخالفين والأماكن التي يُشتبه في وجود مخالفات بها، مما يعكس حرص المملكة على تنظيم سوق العمل وتعزيز الأمن الداخلي.
نتائج الحملة والأرقام الرسمية
أظهرت الإحصاءات التي أصدرتها الجهات المختصة في وزارة الداخلية أرقامًا مثيرة للدهشة، حيث تم ضبط ما يزيد عن 18,407 شخص خالفوا الأنظمة المعمول بها في المملكة خلال فترة لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا. وبحسب التفاصيل الرسمية، توزع المخالفون بين 12,995 مخالفًا لأنظمة الإقامة، و4,512 مخالفًا لأنظمة أمن الحدود، بالإضافة إلى 1,900 مخالف لأنظمة العمل، وهي أعداد تعكس حجم التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في هذا الملف.
ضبط محاولات التسلل عبر الحدود
امتدت إجراءات الحملة لتشمل مراقبة وضبط محاولات التسلل عبر الحدود البرية للمملكة. ووفقًا للمعلومات المتاحة، نجحت السلطات في إحباط محاولات 1,260 شخصًا حاولوا الدخول إلى أراضي المملكة بطرق غير نظامية. وقد أوضحت الإحصاءات أن الغالبية العظمى من المتسللين كانوا من الجنسية الإثيوبية بنسبة 66%، فيما شكل اليمنيون 28%، بينما توزعت النسبة المتبقية على جنسيات متعددة. في المقابل، رصدت السلطات 67 شخصًا حاولوا مغادرة المملكة بطرق غير مشروعة، مما يُظهر شمولية الرقابة الأمنية المفروضة.
تعكس هذه الإجراءات الأمنية الصارمة التزام المملكة العربية السعودية بتطبيق الأنظمة واللوائح المتعلقة بالإقامة والعمل، كما تبرز جدية السلطات في التصدي للظواهر المخالفة التي قد تهدد أمن واستقرار المجتمع السعودي. ومع استمرار مثل هذه الحملات، يبدو أن الرسالة واضحة لكل المقيمين بضرورة الالتزام بالأنظمة المعمول بها لتجنب العقوبات القانونية المترتبة على المخالفات، والتي قد تصل إلى الترحيل من المملكة.