في خضم التقلبات الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، وتأثيراتها المباشرة على الاقتصاد اليمني المنهك، يجد المواطنون والمغتربون اليمنيون أنفسهم أمام تحديات حقيقية للحفاظ على قيمة مدخراتهم.

 هذه التحديات دفعت خبراء الاقتصاد لتقديم رؤى ونصائح تساعد على حماية الثروات الشخصية خلال هذه الفترة الحرجة. 

ووسط هذه الظروف، تبرز نصيحة مهمة من خبير اقتصادي يمني موجهة إلى كل من يحتفظ بالعملات الأجنبية أو المحلية، قد تغير من استراتيجيات الادخار التقليدية.

نصيحة الخبير الاقتصادي ماجد الداعري:

قدم الخبير الاقتصادي ماجد الداعري نصيحة جوهرية للمواطنين والمغتربين اليمنيين، حيث أوصى بشكل صريح كل من لديه مبالغ مالية بالعملات الأجنبية أو المحلية، والتي يحتفظ بها "لليوم الأسود"، بتحويلها إلى ذهب. 

وأوضح الداعري أن هذه الخطوة تأتي كاستراتيجية آمنة للحفاظ على قيمة المدخرات، مشيراً إلى أن فوائد الاستثمار في الذهب مضمونة مع اتجاه قيمته للارتفاع. 

كما شدد على أن هذا المعدن الثمين لا يحمل المخاطر نفسها المرتبطة بالاحتفاظ بالدولار في الوقت الراهن، مما يجعله خياراً أكثر أماناً للمدخرين اليمنيين.

الارتفاع العالمي في سعر الذهب:

تأتي نصيحة الداعري في ظل شهود الأسواق العالمية ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الذهب، وهي ظاهرة يعزوها الخبير الاقتصادي إلى استمرار تداعيات الحرب التجارية العالمية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، والصين والدول الصناعية الأخرى من جانب آخر. 

هذا الصراع الاقتصادي العالمي أدى إلى اتجاه المستثمرين نحو ملاذات آمنة، وفي مقدمتها الذهب، الذي يعتبر تقليدياً ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات والاضطرابات الاقتصادية والسياسية. 

وبالتالي، فإن هذه الديناميكية في الاقتصاد العالمي تعزز من جاذبية الذهب كاستثمار مستقر وآمن للمواطن اليمني.

توقعات مستقبلية لسعر الذهب:

تشير التوقعات المستقبلية التي أشار إليها الداعري إلى احتمال وصول سعر أونصة الذهب إلى مستوى قياسي قدره 4000 دولار بحلول نهاية عام 2025، وهو ما سيكون حدثاً تاريخياً غير مسبوق في سوق المعادن الثمينة. 

وعلى ما يبدو، فإن هذا التوقع مرتبط باستمرار الظروف الحالية وتداعيات الحرب التجارية المتصاعدة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأسواق نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي حتى يومنا هذا.