في لحظات فارقة من معرض جنيف الدولي للاختراعات بنسخته الخمسين، وقف الدكتور إبراهيم صميلي، استشاري جراحة ومناظير الجيوب الأنفية بمستشفى الملك فهد المركزي بتجمع جازان الصحي، ليتسلم ميداليتين فضيتين تتويجاً لإنجازاته العلمية المتميزة. تألق المخترع السعودي بين مئات المبتكرين العالميين، مضيفاً بصمة سعودية على خارطة الابتكار الطبي العالمي، في مشهد يعكس التطور الملحوظ للقطاع الصحي في المملكة ويسلط الضوء على قدرة العقل السعودي على المنافسة في المحافل الدولية.
الاختراعات المتميزة للدكتور إبراهيم صميلي
تميزت مشاركة الدكتور صميلي في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025 بتقديمه اختراعين طبيين ذوي قيمة علاجية مبتكرة، استطاعا أن ينالا إعجاب لجان التحكيم الدولية. الاختراع الأول كان "مبعَد الحاجز الأنفي ذاتي التثبيت"، وهو ابتكار طبي متقدم يهدف إلى تحسين إجراءات جراحة الأنف والجيوب الأنفية، وتقليل المضاعفات المحتملة أثناء العمليات الجراحية. وفقاً للمعلومات المتوفرة من المعرض، يوفر هذا الاختراع حلولاً عملية لتحديات مواجهة الأطباء أثناء عمليات تقويم الحاجز الأنفي، مما يسهم في تقليل وقت العملية وتحسين نتائجها العلاجية.
أما الاختراع الثاني الذي نال عنه الدكتور صميلي الميدالية الفضية الثانية، فهو "جهاز الملاحة الجراحية للجيوب الأنفية باستخدام الأشعة الصوتية"، والذي يمثل طفرة في مجال جراحات الجيوب الأنفية. يعتمد هذا الابتكار على تقنية الأشعة الصوتية لتوجيه الجراحين بدقة أثناء التدخلات الجراحية المعقدة، مما يزيد من سلامة الإجراءات ويقلل من احتمالية إصابة الأنسجة المحيطة. هذا الجهاز يشكل إضافة نوعية للمجال الجراحي، إذ يساعد في تجاوز المحددات التشريحية المعقدة للجيوب الأنفية، ويوفر رؤية أوضح للجراحين خلال العمليات الدقيقة.
دور شركة الصحة القابضة في دعم الابتكار
يعكس هذا النجاح المبهر للدكتور صميلي الدور المحوري الذي تلعبه شركة الصحة القابضة في تعزيز منظومة الابتكار داخل القطاع الصحي السعودي. تتبنى الشركة استراتيجية واضحة لتمكين الكفاءات الوطنية، وتحفيز الابتكارات التي تستهدف تطوير الخدمات الصحية وتحسين جودتها. يأتي نجاح صميلي كدليل ملموس على فعالية هذه السياسات، والتزام الشركة بدعم البحث والتطوير في المجال الطبي. بحسب متابعين لمشاركة المملكة في المعرض، فإن تمكين المبتكرين السعوديين من الوصول إلى المنصات العالمية يعد جزءاً أساسياً من رؤية شركة الصحة القابضة نحو بناء قطاع صحي ريادي على المستوى الإقليمي والعالمي.
ولم يكن إنجاز الدكتور صميلي معزولاً، بل جاء ضمن مشاركة متميزة للوفد الصحي السعودي الذي حصد ثماني ميداليات دولية في المعرض، وهو ما يشير إلى نجاح نهج شركة الصحة القابضة في بناء بيئة محفزة للابتكار. تجدر الإشارة إلى أن هذه المشاركات تأتي ثمرة للاستثمار في تطوير البنية التحتية البحثية وتوفير الدعم اللوجستي والمالي اللازم للمخترعين والباحثين السعوديين. ويبرز هنا دور تجمع جازان الصحي، الذي ينتمي إليه الدكتور صميلي، في توفير بيئة داعمة للابتكار، وتشجيع منسوبيه على تطوير حلول إبداعية للتحديات الطبية القائمة.
انعكاسات إنجازات جنيف على رؤية المملكة 2030
تتجاوز أهمية هذه الإنجازات في معرض جنيف الدولي للاختراعات حدود التكريم الشخصي للمخترع، لتصبح جزءاً من المشهد الأوسع لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الصحي. تتماشى هذه النجاحات العلمية مع توجهات الرؤية نحو بناء منظومة صحية متطورة ومستدامة، قادرة على توفير خدمات رعاية صحية عالية الجودة. تعتبر الابتكارات الطبية التي طورها الدكتور صميلي أمثلة حية على قدرة الكفاءات الوطنية على المساهمة في تطوير تقنيات وحلول طبية متقدمة، تلبي احتياجات المملكة وتقلل اعتمادها على التقنيات المستوردة.
كما تسهم هذه الإنجازات في تعزيز مكانة المملكة على خريطة الابتكار العالمي، وإبراز صورتها كمركز إقليمي للبحث والتطوير في المجال الطبي. يندرج هذا النجاح ضمن الجهود الوطنية لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، وهو ما يمثل أحد المحاور الأساسية لرؤية 2030. ويشير خبراء في الشأن الصحي إلى أن تحويل الابتكارات الطبية، مثل تلك التي طورها الدكتور صميلي، إلى منتجات قابلة للتسويق وذات قيمة اقتصادية، يمكن أن يسهم في استحداث فرص استثمارية جديدة في قطاع التقنيات الطبية، وتطوير صناعات طبية متخصصة تنافس على المستوى العالمي.
تشكل هذه النجاحات العلمية نقطة مضيئة في مسيرة تحول القطاع الصحي السعودي إلى منظومة رائدة عالمياً، تجمع بين الخدمة العلاجية المتميزة والقدرة على الابتكار وتطوير الحلول الطبية. يبعث فوز الدكتور إبراهيم صميلي بميداليتين فضيتين في معرض جنيف الدولي للاختراعات رسالة أمل وثقة في قدرات الكوادر الطبية الوطنية، ويؤكد على أن الاستثمار في البحث العلمي والابتكار هو السبيل الأمثل لتحقيق التطلعات المستقبلية للقطاع الصحي في المملكة، بما يضمن جودة الحياة واستدامة الخدمات الصحية للأجيال القادمة.