تشهد أسواق الذهب في اليمن مشهداً استثنائياً هذا الثلاثاء الموافق 15 أبريل 2025، حيث استقرت أسعار عدد من الأصناف وعلى رأسها عيار 21 وأوقية الذهب في محلات الصاغة بمختلف المدن اليمنية. 

ووسط مناخ اقتصادي متقلب، يستمر المعدن الأصفر في محافظته على مكانته كملاذ آمن للمستثمرين والمواطنين، مع تباين ملحوظ في الأسعار بين عدن وصنعاء نتيجة الظروف الاقتصادية المختلفة التي تمر بها المدينتان.

استقرار أسعار الذهب في السوق اليمنية:

في مشهد لافت للانتباه، حافظت أسعار الذهب على استقرارها النسبي في الأسواق اليمنية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء. 

وتشير البيانات الميدانية إلى ثبات سعر جرام الذهب عيار 21 في محلات الصاغة بعدن عند مستوى 200,000 ريال يمني للشراء و215,000 ريال للبيع. 

وبحسب تجار في سوق الذهب، فإن هذا الاستقرار يأتي وسط حالة من الترقب لتطورات الأسواق العالمية وانعكاساتها على السوق المحلية.

كما سجل الجنيه الذهب استقراراً ملحوظاً في عدن، حيث بلغ سعر الشراء 1,605,000 ريال يمني، بينما وصل سعر البيع إلى 1,635,000 ريال. 

وأشار مراقبون للسوق إلى أن هذا الاستقرار قد يعزى إلى توازن بين العرض والطلب في الأسواق المحلية، إضافة إلى استقرار نسبي في سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني خلال الأيام الأخيرة.

فروقات الأسعار بين عدن وصنعاء:

تكشف أرقام اليوم عن تباين كبير في أسعار الذهب بين مدينتي عدن وصنعاء، حيث تختلف الأسعار بشكل لافت بين المدينتين. 

ففي صنعاء، يباع جرام الذهب عيار 21 بسعر 47,100 ريال يمني قديم، بينما يشترى بـ 45,100 ريال قديم، وهو ما يمثل فارقاً هائلاً مقارنة بالأسعار في عدن. 

ويعزو خبراء اقتصاديون هذا التباين الكبير إلى اختلاف العملة المتداولة في المنطقتين، حيث تتعامل عدن بالريال اليمني الجديد، بينما تستخدم صنعاء الريال القديم الذي يشهد تدهوراً كبيراً في قيمته.

ويلاحظ أيضاً وجود فارق كبير في سعر الجنيه الذهب بين المدينتين، حيث يُباع في صنعاء بسعر 366,000 ريال "قديم" فقط، مقابل 1,635,000 ريال في عدن. 

ويُعزى هذا التفاوت إلى الانقسام الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه البلاد، والذي تطور غلى تقسيم العملة اليمنية إلى عُملتين مختلفتين في القيمة ما بين عملة جديدة في عدن، وعملة قديمة تتداول بصنعاء، 

وهو ما انعكس على قيمة العملة المحلية وبالتالي على أسعار السلع والمعادن الثمينة، مما خلق سوقين مختلفتين للذهب وبقية السلع داخل نفس البلد.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب:

في ظل المتغيرات الاقتصادية الراهنة، تتباين توقعات المحللين حول مستقبل أسعار الذهب في السوق اليمنية خلال الفترة القادمة. 

ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن استقرار أسعار الذهب الحالي قد لا يستمر طويلاً، خاصة مع التقلبات المستمرة في سعر صرف العملات الأجنبية والتي تؤثر بشكل مباشر على سعر المعدن الأصفر. 

وأوضح أحد تجار الذهب في سوق عدن أن "الطلب على الذهب يشهد تذبذباً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، مع اتجاه بعض المستهلكين للاحتفاظ بالذهب كوسيلة للادخار وحماية مدخراتهم من تآكل قيمة العملة المحلية".

من جانب آخر، تتوقع مصادر مصرفية أن تشهد أسعار الذهب في اليمن تأثراً مباشراً بالأسعار العالمية خلال الأسابيع القادمة. 

وتشير التقديرات إلى أن أي ارتفاعات عالمية محتملة في سعر الأونصة قد تنعكس على السوق المحلية، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة والعالم. 

وقد أشار بعض المتخصصين إلى أن المواطنين اليمنيين قد يلجأون بشكل متزايد إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب وبالتالي الأسعار في المستقبل القريب.