في خطوة لافتة جاءت بعد ساعات من التردد والجدل، أعلنت جماعة الحوثيين أن يوم الأحد سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها.
وجاء هذا الإعلان بعد نقاشات داخلية مكثفة بين قيادات الجماعة حول تحديد موعد العيد، في ظل صراع بين الانحياز إلى السعودية والحكومة الشرعية اليمنية أو الاتجاه نحو إيران.
صراع القرار داخل قيادات الحوثيين:
داخل أروقة الجماعة، كان هناك جدل حاد بين القادة حول تحديد موعد عيد الفطر، حيث كانت هناك ضغوط قوية لمواءمة القرار مع السعودية والحكومة الشرعية التي أعلنت الأحد كأول أيام العيد.
وهذا القرار كان يمكن أن يخفف من الاحتقان الشعبي في المناطق الخاضعة للحوثيين، خاصة في ظل رغبة الكثير من السكان في الاحتفال بالعيد في هذا اليوم.
ومع ذلك، كانت هناك رغبة داخل الجماعة لاتخاذ موقف يعكس استقلاليتها عن السعودية والشرعية، وهو ما ظهر في النقاشات التي تناولت إمكانية اتباع التقويم الإيراني.
وهذا التردد يعكس الصراع بين الاعتبارات السياسية والدينية والرغبة في تعزيز الهوية المستقلة للجماعة.
الإعلان الرسمي وتوقيته المتأخر:
أصدرت الجماعة بياناً رسمياً مساء السبت، أكدت فيه أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك، متزامناً مع الإعلان السعودي والشرعي.
هذا القرار يعكس تراجعاً عن الانحياز الكامل للتقويم الإيراني، واختياراً يتماشى مع الأغلبية السكانية في اليمن.
التأخر في الإعلان ربما كان محاولة لإظهار استقلالية القرار، رغم أن النتيجة النهائية جاءت متوافقة مع الشرعية والسعودية.
مصادر محلية أشارت إلى أن الضغوط الاجتماعية والدينية كانت عاملاً مؤثراً في اتخاذ هذا القرار، حيث كان الكثير من السكان يميلون إلى الاحتفال بالعيد يوم الأحد.
تداعيات القرار على العلاقات الاجتماعية والسياسية:
قرار الحوثيين بتحديد الأحد كأول أيام عيد الفطر رغم التردد السابق قد يكون له تداعيات اجتماعية مهمة.
من ناحية، قد يساهم في تقليل الاحتقان الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث يشعر السكان بأنهم يشاركون باقي الشعب اليمني في الاحتفال بالعيد في نفس اليوم.
سياسياً، قد يؤثر هذا القرار على علاقات الجماعة مع القوى الإقليمية، خاصة مع إيران.
على أن اختيار التوقيت المتزامن مع السعودية والشرعية قد يُنظر إليه كإشارة إلى رغبة الجماعة في التوازن بين الضغوط الإقليمية والمحلية، وهو ما قد يؤثر على المشهد السياسي في اليمن في المستقبل.
